زمخشري
زمخشري
-A +A
إعداد: يوسف عبدالله Yosef_abdullah@
كانت اللغة العربية لغةً محكيةً مرتبطةً بسليقة أهل الجزيرة العربية وفطرتهم، تثريها بيئتهم بما يناسبها من تعابير وألفاظ. ومع بزوغ نجم الدين الإسلامي واتساع رقعة بلاد المسلمين، وشروعهم في بناء الدولة، كثُرت المراسلات بينهم، وقادت فتوحاتهم شعوباً لم تنطق العربية قط، فأصبحت جزءاً من المجتمع العربي، فصارت الحاجة ملحة لضبط قواعد اللغة العربية حفظاً لها مما يداخلها ويخالطها من الشوائب التي تشوبها.. وقد كان ذلك أمراً شبه مستحيل، لولا وجود عدد من علماء اللغة الذين رهنوا حياتهم لها، ومنهم:

هو أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم، أبو عمر، الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، ولد بقرطبة في 10 رمضان 246هـ ونشأ بها، كان شاعراً مذكوراً فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها، له شعر كثير، منه ما سماه «الممحصات» وهي قصائد في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب. كانت له في عصره شهرة ذائعة، وكان يتكسب من الشعر بمدحه للأمراء، فعُدّ بذلك أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر كما كان من الرواد في نشر فن الموشحات. توفي في 18 جمادى الأولى 328هـ، ودُفن في قرطبة، وقد أصيب بالفالج قبل وفاته.


من مؤلفاته: العقد الفريد، أمثال العرب، سحر البيان، أبناء النور، طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار.

«العقد الفريد»

يعتبر من أمهات كتب الأدب العربي، وموسوعة أدبية، تجمع بين المختارات الشعرية والنثرية، ولمحات من التاريخ والأخبار، مع الأخذ بنظرات في البلاغة والنقد مع شيء من العروض والموسيقى، وإشارات للأخلاق والعادات، وموسوعة ثقافية تبين أحوال الحضارة الإسلامية في عصره، سماه «العقد» وأضاف النساخ المتأخرون لفظ «الفريد»، ويشتمل الكتاب على جملة من الأخبار والأمثال والحكم والمواعظ والأشعار وغيرها، وقد سُمي بـ«العقد» لأن ابن عبد ربه قسّمه إلى 25 كتاباً أو باباً، حمل كل منها اسم حجر كريم، كالزبرجدة والمرجانة والياقوتة والجمانة واللؤلؤة، وغير ذلك مما تناول عقود الحسان الحقيقية.