زبالا من أغنى القرى في منطقة الحدود الشمالية بالآثار.
زبالا من أغنى القرى في منطقة الحدود الشمالية بالآثار.
-A +A
علي الرباعي (الباحة)okaz_online@
اشتهرت منطقة الحدود الشمالية بآثارها المتقاطعة مع حضارة الإنسان وإبداعه في التمدن بالبناء والخزن الإستراتيجي للمياه، من خلال عدد من الآبار، إذ بها بئران كبيران مربعا الشكل أحدها شمالي يبلغ عمقه أكثر من 60 متراً بجانبه حوضان للمياه. والآخر جنوبي مربع الشكل وعمقه أكثر من 80 متراً. إضافة إلى البرك المائية لتجميع مياه الأمطار، والعمران المتماسك والمتناغم مع التضاريس والتقلبات المناخية.

وتعد قرية زبالا (جنوبي محافظة رفحاء) في منطقة الحدود الشمالية من أغنى القرى الغنية بالآثار، وثّق المؤرخون سوقها، التي كانت مقصد التجار من نواحي الشام والعراق، وتعود تسميتها إلى مؤسسها زُبالة بن الحارث من المعاليق. وتدل آثارها على مدنية متوارثة عززتها أمم متعاقبة، ولزبالا آبارها المنحوتة بطريقة هندسية تدل على حضاريتها، وبها بقايا قصور أثرية تحيطها برك الشاحوف وأم العصافير والشيحيات، وبها حصن زبالا الشاخص شرق القرية وهو معلم سياحي لافت للزوار والمتنزهين.


وبالمنطقة عدد كبير من المواقع الأثرية والتاريخية، تعود لعصور ما قبل الإسلام منها بدينة وبدنة، ووادي الشاظي في عرعر، ولينة، وشعيب أم الريلان والخشيبي، وتتمثل أشهر آثار مدينة طريف في الأساسات الجدارية لقصر دوقرة، وتعد مدينة رفحاء محطة من محطات الحجيج، وبها آثار من كتابات قديمة، ويبعد وادي بدنة مسافة 20 كم إلى الغرب من مدينة عرعر، وفيه دوائر ورجوم حجرية متهدمة، على هضبة جبلية منخفضة تشرف على وادي بدنة، ويرتفع سورها بما يقارب المترين، ومن الجنوب يمتد نحو 40 بناءً دائرياً باستقامة واحدة وبطول يصل إلى 100م، ويغلب على الآثار التجسيم البرجي، وببعض صخورها نقوش ثمودية، إضافة إلى الأدوات الحجرية الصوانية، وشفرات ورقائق حجرية، تعود إلى العصر الحجري، وبوادي الخشيبي بقايا آثارية وكسر فخارية تعود إلى نحو الألف السادس قبل الميلاد. وفي مَفْرق لينة تلال تضم عددا من الأبنية والدوائر الحجرية التي يبلغ ارتفاعها نحو 40 سم وسماكة تبلغ المتر، وعُثر في الموقع على مجموعة من اللُقى والمكاشط، ورأس سهم من الصوان الأحمر وتنسب النقوش والكتابات لموقع (صفدن) في بلاد الشام، ويسمي نص يوناني المنطقة باسم (صفاثن) ولذا وردت تسمية (عرب الصفا) وظلت تسمية الخطوط بالصفوية متداولة، فيما يؤثر البعض تسميتها بخطوط البادية، أو أصحاب القوافل، والكتابات العادية عليها نسبة إلى قوم عاد، ووردت آثار الحدود الشمالية في أشعار الأخطل (في مُظلم الرِّبابِ كأنّما، يسقي الأشقَّ وعالجاً بدواي، وعلى زُبالة باتَ منه كلكلٌ، وعلى الكثيبِ فَقُنةِ الأوحالِ، وعلى البسيطة فالشقيقِ بريقٍ، فالضَّوحِ بين رُوَيَّةٍ فطُحالِ).