-A +A
محمد حفني (القاهرة)

يعد العدس أحد أشهر الأطباق المصرية خلال فصل الشتاء، لاحتوائه على الكثير من الفيتامينات، إضافة لكونه يمد الجسم بالطاقة والدفء، وله مكانة خاصة داخل بيوت الغلابة والفقراء، ويعتبر الخيار الأول للكثير من ربات البيوت، لكونه وجبة غذائية متكاملة.

ومع اقتراب فصل الشتاء، وارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري، تسببت تلك العوامل في تهديد «أكلة الغلابة» رخيصة الثمن، بعدما فوجئ تجار الجملة والتجزئة أمس (السبت) بزيادة في سعر طن العدس، ليصل إلى 25 ألف جنية للطن بدلاً من 20 ألف، في حين سجل سعر الكيلو للمستهلك ما بين 35 إلى 40 جنيها في الأسواق المحلية، بدلاً ما بين 20 و24 جنية للكيلو، وسط توقعات بزيادات أخرى في أسعاره خلال الأيام القادمة، مع زيادة حدة برودة الشتاء، وزيادة الإقبال على شراؤه من قبل المواطنين.

كما يعتبر العدس من المكونات الأساسية لـ«طبق الكشري» بسبب دخول ما يعرف بـ«العدس أبو جبه» في مكوناته، وهناك من يتناول طبق «شربة العدس» وهو ما يهدد بزيادة أسعار طبق الكشري، الأكلة الأكثر شعبية.

وأرجع رئيس لجنة التموين والتجارة الداخلية بالغرفة التجارية المصرية متى بشاي، في تصريحات له، ارتفاع أسعار «العدس» إلى اعتماد الدولة المصرية على استيراده من الخارج، بدلاً من زراعته بالسوق المحلي، مؤكداً أن إنتاج مصر من العدس لا يتعدى نسبة الـ3%، ويتم استيراد 97% من الخارج خصوصا من تركياً، وبالتالي فمن الطبيعي أن يرتفع سعره، فضلاً على زيادة الطلب على المنتج خلال الفترة الحالية في ظل قلة الوارد منه، نتيجة الأحداث التي يمر بها العالم حالياً.

وتوقع عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية مجدي الوايلي، أن تشهد أسعار العدس مزيداً من الارتفاع خلال الفترة القادمة، نتيجة ارتفاع سعر الدولار، وبالتالي ارتفاع أسعار الاستيراد، فضلاً على زيادة تكلفة الخدمات اللوجيستية، من أسعار في النقل وخدمات عمال وغيرها، والتغيرات المناخية التي أثرت على إنتاج المحاصيل الزراعية، لافتاً في تصريحات له إلى أن فصل الشتاء يعتبر من أهم الفصول الذي ينتشر به العدس، فهو الوجبة المفضلة لدى المصريين، ويعد «كنز الشتاء للمواطنين» وبروتين الغلابة، وكلها أسباب ساعدت فى ارتفاع سعر الطن العدس.