ناشري1
ناشري1
-A +A
محمد داوود (جدة) - mdawood77@

أكد لـ«عكاظ» الأخصائي الباحث الاجتماعي طلال محمد الناشري أن من أهم فضائل شهر رمضان ترابط وتكافل المجتمع معاً وتسابقهم في عمل الخير، ما يضفي على رمضان أجواء روحانية مفعمة بنفحات المودة والرحمة، تتقوى من خلالها أواصر الروابط العائلية والاجتماعية، موضحًا أن كل أعمال البر والطاعة والخير والرحمة والبر والإحسان التي يتوجه بها الفرد إلى الله سبحانه وتعالى تجعله يرتقي بسلوكياته، وبذلك يعد الصوم أعظم مدرسة تربوية تزكي النفس وتطهر القلب وتقوّم السلوك وتنمي الفضائل.

وتابع: الصوم من الناحية الصحية يعتبر وسيلة فعالة لإعادة شحن الدماغ وتعزيز نمو وتطور خلايا دماغية جديدة، إذ أوضحت الدراسات أن الصيام يجعل الدماغ أكثر قدرة على تحمل الإجهاد والتأقلم مع التغيير، كما يحسن المزاج والذاكرة والقدرة على التعلم، وبجانب ذلك يخّلص الجسم من السموم، فالصيام يفيد في استهلاك احتياطيات الدهون وينظف الجسم من السموم الضارة التي يمكن أن تتواجد في التراكمات الدهنية، إذ يبدأ الجسم بالتخلص من السموم بشكل طبيعي نتيجة التغير الذي يطرأ على عمل الجهاز الهضمي على مدار الشهر، ما يتيح للصائم فرصة مواصلة اتباع أسلوب حياة صحي بعد رمضان.

وأضاف «الناشري» أن الصوم يريح الجهاز الهضمي ويساعد على الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، وهناك بعض أمراض الجهاز الهضمي يكون الصوم بمنزلة علاج لها وتخفيف للأعراض التي يعانيها المريض، كالتهاب المريء الارتجاعي، والقولون العصبي، كما يساعد على علاج الالتهابات وأمراض الحساسية، فقد أثبتت بعض الدراسات أن الصوم يساعد على علاج الالتهابات وبعض أمراض الحساسية والتهاب المفاصل والأمراض الجلدية مثل مرض الصدفية، كما يقلل الصوم من مستويات السكر في الدم من خلال تكسير الجلوكوز مما يقلل إنتاج الإنسولين، وبالتالي يريح البنكرياس، مما يؤدي في النهاية إلى خفض مستويات السكر في الدم، وكل هذه الجوانب تسهم في تعزيز الجهاز المناعي بشكل كبير.

وأكد الباحث الاجتماعي في ختام كلامه أن الصيام يحد من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والأرق، فهو حافز يولد القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي، إذ إن أداء العبادات وقيام الليل خلال الشهر الفضيل يشعران الصائم براحة البال، لأن الصيام يقوي المناعة ضد الضغوط النفسية نتيجة مشاق الحياة وصعوباتها، كما أكدت بعض الدراسات النفسية والطبية أن الصيام يهذب النفس ويرتقي بها، مما يؤثر إيجابا على طريقة التفكير والتدبر في الأمور، وينعكس إيجابا أيضا على الجانب النفسي، كما يعطي الصيام الإنسان قوة إرادة للتغير نحو الأفضل.