الدكتور محمد الحامد
الدكتور محمد الحامد
-A +A
محمد داوود (جدة) mdawood77@

حذر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أفراد المجتمع من ظاهرة «السهر بدافع الانتقام» التي كان يطبقها الصينيون الذين يعملون في وظائف مختلفة لساعات متواصلة من الصباح وإلى التاسعة مساء، فلا يجدون وقتًا لتصفح الأجهزة الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز أو ممارسة أي نشاط أو هواية، فيسهرون طوال الليل مع الأجهزة وإنجاز أعمالهم الشخصية على حساب صحتهم، ومن هنا جاءت التسمية «السهر بدافع الانتقام» لعجز الناس عن السيطرة على ساعات النهار، ورفض النوم مبكرا لاستعادة الإحساس بالحرية في الساعات الأخيرة من الليل.

وقال الحامد لـ«عكاظ» إن ساعات العمل الطويلة في جميع أنحاء العالم تدفع بعض الموظفين لتأخير النوم حتى يخصصوا هذا الوقت الثمين لأنفسهم، مع أنهم يدركون أضرار السهر على صحتهم، والواقع أن هناك دوافع نفسية وراء التضحية بساعات النوم من أجل الاستمتاع بالراحة والقيام بالأعمال الشخصية، إذ أشارت دراسات عديدة إلى أن الانشغال الدائم بالعمل وعدم القدرة على الابتعاد ذهنيا عنه يؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية وتدني مستوى السعادة والرضا والاحتراق النفسي.

وتابع أن قلة ساعات النوم تزيد فرص التعرض لمختلف الأمراض ومنها النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب، فأغلب الذين يعانون من الأرق يتعرضون للإصابة بمثل هذه الحالات، وكذلك تؤدي ساعات النوم القليلة التي لا تكفي حاجة الإنسان من الراحة، إلى الإصابة بالاكتئاب، وذلك جراء اضطراب الهرمونات والمواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، كما أن السهر يتسبب أيضا ببعض المشكلات الجلدية، كانتفاخ الجلد وتورم العينين وظهور هالات سوداء أسفل العين، ويعود ذلك لهرمون الكورتيزول الذي يتشكل مع قلة النوم ويتسبب في تكسير الكولاجين الموجود في الجلد والمسؤول عن نضارة البشرة، ومن أسوأ ما تسببه ساعات السهر الطويلة، الشعور المتزايد بالجوع وتناول كميات كبيرة من الطعام لاسيما تلك الغنية بالكربوهيدرات والدهون، الأمر الذي يسبب الإصابة بالسمنة، إضافة إلى حدوث خلل كبير في الجهاز المناعي.

وأردف أن بعض طلاب المدارس والجامعات والشباب يبقون مستيقظين لوقت متأخر جداً وهو ما يؤثر على التحصيل العلمي وقدرتهم في الاستيعاب نهارًا، لأن الجسد أصبح مرهقًا تمامًا لعدم حصوله على ساعات النوم المطلوبة، كما أن الفرد الذي يسهر كثيرًا يكون أكثر عرضة لاتخاذ قرارات خاطئة نهارًا مهما كانت طبيعتها بسبب العجلة وعدم التركيز والاستيعاب.

وشدد الدكتور الحامد على ضرورة النوم الصحي وتحسين جودته عند الكبار والأطفال مهما كانت طبيعة العمل والظروف، وتجنب السهر، ويتحقق ذلك من خلال الالتزام بوقت محدد وثابت للنوم والاستيقاظ، خلق بيئة نوم مريحة وباردة ومظلمة وهادئة، تجنب تناول الكافيين خصوصا بعد الظهر وفترة المساء، تجنب تناول المأكولات الثقيلة قبل النوم، ممارسة الرياضة كالمشي مثلاً بشكل منتظم في وقت مبكر من اليوم، تجنب الذهاب إلى السرير عند عدم الشعور بالنعاس، عند عدم القدرة على النوم خلال 20 دقيقة، يجب ترك الفراش والقيام بنشاط خفيف، تجنب أخذ قيلولة بعد الساعة 3 مساءً، تجنب أداء المهمات والواجبات الدراسية في نهاية اليوم، الحد من المحفزات وقت النوم مثل: الأنشطة التلفزيونية، واستخدام الحاسوب، والألعاب الالكترونية، ينصح بكتابة قائمة المهمات قبل الخلود إلى النوم للتقليل من التفكير فيها خلال النوم.