ممرضة بوحدة العناية المكثفة تستريح على الأرض أثناء نوبة عملها. (وكالات)
ممرضة بوحدة العناية المكثفة تستريح على الأرض أثناء نوبة عملها. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
لليوم الثاني على التوالي؛ تكررت (الثلاثاء) طفرة الثلاثة ملايين إصابة جديدة في يوم واحد. فقد ودّع العالم ليل (الثلاثاء) بنحو 311 مليون إصابة منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. واستيقظ فجر الأربعاء على ارتفاع العدد التراكمي لإصاباته إلى أكثر من 314 مليوناً؛ أدت إلى وفاة أكثر من 5.52 مليون مصاب. وأضحت الدول الكبرى والصغرى فريسة لسلالة أوميكرون من دون تمييز. فقد كان رزء أمريكا (الأربعاء) بحدود 761122 إصابة جديدة، و1736 وفاة إضافية؛ ليرتفع العدد التراكمي لإصابات الولايات المتحدة أمس إلى 63.39 مليون حالة. ويظل ثمة هامش للحديث عن «تسطيح منحنى» الإصابات الجديدة في هذه الولاية أو تلك، أو في هذه الرقعة من الولايات المتحدة أو تلك. بيد أن الحقيقة المُرّة تتمثل في أن عدد الإصابات والوفيات جراء وباء كوفيد-19 ماضٍ في الازدياد. وكانت فرنسا الثانية من حيث عدد الحالات الجديدة. فقد أعلن مكتب الصحة العامة في باريس أمس أن فرنسا سجلت (الثلاثاء) 368149 إصابة جديدة، متخطية العدد القياسي الذي سجلته الأربعاء الماضي ويربو على 330 ألفاً. وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فاران أمس «إنها فترة صعبة من دون أدنى شك». وقيدت فرنسا الثلاثاء 341 وفاة إضافية، ليصل العدد الكلي لضحاياها بالوباء العالمي إلى 126059 وفاة. ويأتي هذا التفاقم في الأزمة الصحية فيما يناقش أعضاء الجمعية الوطنية (البرلمان) مشروع قانون يلزم السكان بإبراز شهادة «تحصين كامل» لدخول المطاعم، والمتاحف، والقطارات، والطائرات. وهي خطوة تعترض عليها الجماعات المناهضة لإلزامية التطعيم، علاوة على مناهضي اللقاحات. ويعتزم المعلمون في فرنسا بدء إضراب عن العمل اليوم (الخميس) احتجاجاً على ذلك القانون، الذي تعتزم الحكومة إدخاله حيز التنفيذ اعتباراً من 15 يناير الجاري. وجاءت الهند ثالثة بتسجيل 194720 إصابة جديدة بحسب وزارة الصحة الهندية أمس (الأربعاء). كما أعلنت قيد 442 وفاة إضافية خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وجاءت بريطانيا رابعة في مُصيبة أوميكرون أمس؛ إذ أعلنت أنها سجلت 120821 حالة جديدة، و379 وفاة إضافية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأوضحت أن عدد المنومين بكوفيد في مستشفياتها بلغ أمس 19828 شخصاً. وكشف تحليل للإحصاءات أجرته بلومبيرغ أمس أن التفشي المتسارع لسلالة أوميكرون أدى خلال الأسبوع الأول من يناير الجاري إلى تغيب أكثر من 3 ملايين موظف وعامل بريطاني عن أشغالهم. وأضاف أن تغيب الموظفين زاد بنسبة 18% ليصل إلى 1.6 مليون موظف خلال الفترة من 3 إلى 9 الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2021. وارتفع العدد إلى 3.1 مليون نسمة خلال الأسبوع الماضي. واعتبرت ذلك لمحة لمدى الضرر الذي لحق بالاقتصاد البريطاني بسبب تفشي أوميكرون. ويُرجّح أن ذلك الغياب خلال الأسبوع الماضي كلّف بريطانيا 1.3 مليار جنيه إسترليني (1.8 مليار دولار). وبلغت نسبة ارتفاع غياب موظفي الحكومة، بمن فيهم موظفو مجالس الحكم المحلي، نحو 26% خلال الأسبوع الأول من يناير الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من السنة المنصرمة. وبلغ عدد المتغيبين من موظفي القطاعين الصحي والعلمي 562 ألف شخص. وقال الرئيس التنفيذ لمزودي الخدمة الصحية البريطانية كريس هوبسون إن غياب هذا العدد الكبير من الكوادر والعاملين الصحيين يهدد سلامة المرضى، وجودة الرعاية الصحية، وصحة الموظفين أنفسهم. وكشف هوبسون أن هناك أكثر من 100 ألف وظيفة ظلت شاغرة في القطاع الصحي منذ اندلاع النازلة.


وانضمت أستراليا إلى قائمة البؤس الصحي أمس، بإعلانها تسجيل 102567 إصابة جديدة خلال 24 ساعة. وقال كبير مسؤولي الصحة بمقاطعة نيو ساوث ويلز- عاصمتها سيدني- كيري تشانت أمس (الأربعاء) إن أوميكرون غدت تمثل 90% من الإصابات الجديدة في المقاطعة. ودخلت ألمانيا هذه القائمة البائسة بتسجيلها 80430 حالة جديدة خلال 24 ساعة من حلول فجر الأربعاء. وهو أكبر عدد رزئت به ألمانيا منذ بدء نازلة كورونا قبل سنتين. وقالت السلطات الصحية الألمانية إن معدل الإصابة ارتقع إلى 400 شخص من كل 100 ألف من السكان. وحدا ذلك بممثل منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغي إلى القول ليل الثلاثاء إن نصف عدد سكان أوروبا سيصابون بسلالة أوميكرون في غضون أسابيع؛ إذا استمر تفشي السلالة المتحورة وراثياً بمعدلاته الراهنة. وأضاف أن هذا التفشي ضرب أوروبا كموجة مدٍّ بحري تنطلق من الغرب إلى الشرق.

«شبيه كوفيد» يروّع أطفال بريطانيا

حذرت مؤسسة صحة الرئة البريطانية أمس من ارتفاع ملموس في حالات إصابة الأطفال بالفايروس التنفسي المَخْلَوِي، الذي يسبب ضيقاً شديداً في التنفس للأطفال. وكان هذا الفايروس كفّ عن إطلاق عدواه خلال السنة الماضية في بريطانيا، بسبب عمليات الإغلاق. وقالت مسؤولة بالمؤسسة إن بعض الآباء شعروا بقلق شديد، لأنهم لم يسمعوا أصلاً بهذا الفايروس الشبيه بفايروس كورونا الجديد، من حيثُ أعراضه. وهو فايروس يصيب الرضع والأطفال، خصوصاً في عمر سنتين. ويسبب سعالاً، أو نزلة برد. لكنه قد يؤدي أيضاً الى إصابة الرضيع بالتهاب رئوي حاد يجعل تنفسه صعباً جداً. وعادة تبدأ عدواه بالتسبب في أعراض شبيهة بأعراض نزلة البرد. وبعد يومين أو ثلاثة تتطور الأعراض لتشمل ارتفاعاً في درجة الحرارة، وسعالاً جافاً متواصلاً، وصعوبة في الرضاعة أو الأكل. ومع أن معظم حالاته تتلاشى بعد يومين أو ثلاثة، إلا أن بعض الأطفال ينتهي الأمر بتنويمهم في المستشفيات. وذكرت المؤسسة البريطانية لصحة الرئة أن عدد الاتصالات التي تتلقاها من آباء وأمهات يعاني أطفالهم ضيق التنفس ارتفع أخيراً بنسبة 400%.