-A +A
مدرب قراءة لغة الجسد: ماجد المغامسي majidalmughamsi@
بدأ الاهتمام بلغة الجسد في عام ١٩٦٠ بعد المناظرة الشهيرة بين (ريتشارد نيكسون وجون كينيدي) المرشحَين لرئاسة الولايات المتحدة والتي بثت على وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية آنذاك، حيث حدث تباين كبير بين ردة فعل الجماهير التي شاهدت واستمعت لتك المناظرة، فالذين استمعوا لها في الإذاعة ظنوا أن ريتشارد نيكسون كان هو صاحب الأداء الأفضل وصوتوا له بأغلبية، ومن شاهدوا المناظرة تلفزيونياً ظنوا أن جون كينيدي هو الأفضل وصوتوا له بأغلبية، لكن في النهاية استطاع جون كينيدي الفوز والانتصار في الانتخابات بسبب تأثير لغة الجسد.

فنيكسون المعروف -بتقوس ظهره وبزته الرمادية (الكئيبة) وعرقه الغزير- لم يظهر بمظهر رئاسي كهذا الذي ظهر به كينيدي تلفزيونياً والذي جلس وهو يضع ساقاً فوق الأخرى وبيدين ثابتتين، في الوقت الذي أبدى جسم نيكسون إشارات التوتر والتي صاحبها تشبثه في مقعده وزاد معدل طرفه بالعين بشكلٍ ملحوظ، وهذا بلا شك مظهر لا يدل على الثقة بالنفس.


وبعد أن خسر نيكسون الانتخابات الرئاسية ردد مقولته الشهيرة:

«أوقن الآن بأنني خصصت في حملتي السابقة كثيراً من الوقت للمحتوى وقليلاً من الوقت للمظهر وهذا هو سبب خسارتي». هذه المقولة جعلت الكثير من المحترفين من المتحدثين والسياسيين والمحامين بعد ذلك يدركون أن ثمة شيئا آخر يحمل أهمية الكلمات؛ وهو دعم لغة الجسد المناسبة لها، بالإضافة إلى الأسلوب الذي نلقي به هذه الكلمات، فالكلمات بمثابة الجواهر التي تحتاج إلى لغة جسد ملائمة توضع بها كي تبرز لمعانها وبريقها.