-A +A
آلاء الغامدي (جدة) AlaaAlGhamdi4@
ظهرت في السنوات الأخيرة عربات «فود ترك»، خصوصاً في المناطق المزدحمة بالناس والمهرجانات والمعارض، إلا أنها في الفترة الأخيرة بدأت تتناقص بشكل ملفت، والسؤال: هل اختفاء الكثير من تلك العربات بسبب الدخل المادي الضئيل أم أنها «هبّة» وظهرت وما لبثت أن بدأت في الاختفاء.

تغريد السالم وأخوها مازن، كانت لهما تجربة في هذا المجال، تقول: «بعد تخرجي من كلية الاقتصاد والإدارة لم أكن أرغب بالالتحاق بوظيفة، ففكرت في مشروع، خصوصاً أن والدي سيدعمني برأس المال، وأخي يساعدني بالمال والجهد، فامتلكت عربة مجهزة بالكامل لبيع الوجبات الخفيفة والقهوة، وكانت تدخل علينا أرباحاً كثيرة، خصوصاً في الأعياد والمهرجانات، ولكن في الفترة الأخيرة قبل جائحة كورونا بدأ العمل يخف قليلاً، ثم بعد أن تزوجت اتجهت إلى الوظيفة كي أكون أكثر قرباً من بيتي وزوجي، ولكن أخي مازن استمر حتى الآن».


أما سعاد التميمي، فأوضحت أنها شاركت بعض زميلاتها في عربة «فود ترك» لكنها أصيبت بالملل من كثرة الآراء المطروحة بين الشركاء، إضافة إلى أن الجهد المبذول في الفترة الأخيرة لا يوازي الربح المطلوب، وهو ما دعا أغلب المشاركات للخروج عن الشراكة إلى أن بقيت منهن 2 فقط، ولكنها تؤكد من كلام صديقتها التي بقيت في الشراكة أن الأرباح أصبحت جيدة خصوصاً أنه لم يبق من الشركاء إلا 2 فقط.

أما سعود البشيري (أحد المستثمرين في هذا المجال)، فيؤكد أن «فود ترك» تجربة ناجحة في الغرب وظهر نجاحها هنا، إلا أن بعض من افتتحوا مشروعا مثل هذا لم يستطع إكمال المشوار لعدة أسباب، أبرزها: عدم الإصرار على النجاح فالبعض يريد الربح السريع، وذلك لن يأتي إلا بعد جهد طويل، وبعض الشباب «لم يجوّد الصنعة» فلا يوجد لديه عملاء أو زبائن كثر، وبعض مالكي عربات «فود ترك» أصبح مقلداً ولم يأت بجديد، وهذا في حد ذاته «خسارة زبون»، ويضيف: «هذا المشروع يدر أرباحاً كبيرة إذا صبر المستثمر عليه وسوّق لمشروعه بشكل جيد». من جانبه، يوضح أستاذ علم النفس الاجتماعي الدكتور أحمد البركات، أن النجاح والفشل متباينان بين الشباب المستثمر في عربات المطاعم المتنقلة، مشيراً إلى أن التجارة لا يوجد فيها أمر اسمه «فشل»، إنما هو عدم قدرة على التنفيذ، ويمكن تسميته إخفاقا، وهذا الإخفاق لا يعني الفشل إنما خطوة مهمة للنجاح، موضحاً أن الكثير من التجار الكبار الذين بدأوا من الصفر كانت لهم تجارب كثيرة مع الإخفاق حتى وصلوا إلى أكبر النجاحات، مضيفاً: بعض الشباب يستعجل على تحقيق الأرباح الكبيرة، فمن ناحية نفسية يدخل المشروع وهو يحلم أنه سيحقق في فترة بسيطة أرباحاً هائلة لما رأى نتائج الأرباح لمشاريع مماثلة، وعندما يواجه أولى العوائق لا يستطيع أن يتصرف فيصاب بالإحباط وبالتالي عدم تحقيق ما كان يصبو إليه من نتائج.

مع جهته، يرى الباحث والمحلل الاقتصادي تركي الباحث، أن الخسائر النفسية قبل المادية في مثل هذه المشاريع تكررت مع عدة مستثمرين شباب في عربات «فود ترك»، إذ إن بعضهم يدخل المشروع دون خطة أو دراسة جدوى، وبعضهم لم يحسب قبل بداية المشروع التكاليف الإدارية للمشروع، فتجده من خسارة إلى أخرى، وحينما لا يحقق المطلوب يصاب بالملل فلا يستطيع إكمال المشروع ولا يستعيد خسائره المالية، فيصاب بإحباط، وبعضهم دخل في حالة نفسية بسبب الديون التي لحقته منها.

عدم وجود دراسة جدوى أو دراسة السوق قبل البدء

تعامل بعض الشباب مع عربات

«فود ترك»

التركيز على المهرجانات والأعياد ونهاية الأسبوع

ضعف المهنية والملل من ضعف الأرباح في البدايات

البعض جمع بين الوظيفة صباحاً و«فود ترك» مساء