لينا أثناء قيادتها أول فريق يمثل المملكة في المسابقة العالمية للروبوتات في دبي 2019.
لينا أثناء قيادتها أول فريق يمثل المملكة في المسابقة العالمية للروبوتات في دبي 2019.
-A +A
محمد الأهدل (جدة) ralahdal@
قاد تميز الطالبة لينا محمد إبراهيم العبدالوهاب في البرمجة والروبوتات والأبحاث العلمية، لتستعين بها وزارة التعليم لتدريب طلاب الابتدائية والمتوسطة في تلك المجالات، رغم أنها لا تزال على المقاعد الدراسية في الثانوية.

واهتمت لينا، الفائزة بالمركز الثالث في مسابقة أولمبياد إبداع الوطني 2019، بدورها في المسؤولية الاجتماعية وقدمت العديد من المبادرات التي تفيد أفراد المجتمع وتوعيهم بفوائد العلم والقراءة، وتفوقت في علوم الصواريخ والفضاء.


وشغفت العبدالوهاب بالعلوم والبرمجة منذ أن كانت تدرس في الصف الرابع الابتدائي، والتحقت ببرامج تدريبية في مجال الروبوتات والبرمجة مع شركة (National Talents Company) وبرنامج (Ispark) التابع لشركة أرامكو السعودية.

وبعد أن لاحظت أسرتها، خصوصا والدتها التي كانت مشرفة في وزارة التعليم، إقبالها باهتمام على البرمجة، حرصت على دعمها وتشجيعها واجتازت حين كانت تدرس في الصف السادس في مدارس الجامعة في الخبر، اختبار مقياس موهبة بنجاح.

وأصبحت بعدها تشارك في برامج موهبة الإثرائية الصيفية، والتحقت بالفريق المدرسي للروبوت لمدة 4 سنوات، حتى تولت قيادة الفريق، وشاركت في مسابقات عدة للروبوتات في مدينة الخبر وعلى مستوى المنطقة الشرقية.

ودرّبت لينا طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة على البرمجة والروبوتات وخطوات الأبحاث العلمية ضمن برنامج تدريب الأقران مع وزارة التعليم.

وعملت لينا مشرفة متطوعة في البرنامج الصيفي لشركة (Bright up) الذي يعتمد على التصميم والبرمجة وبناء الروبوتات، وترشحت لتكون قائدة أول فريق سعودي يشارك في أكبر مسابقة روبوتات في العالم (First Global Challenge 2019) في دبي.

واهتمت لينا خلال نشاطها في البرمجة والروبوتات بالأبحاث العلمية كثيرا، وقدمت بحثا في مجال علم المواد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بدعم من معلماتها في مدارس الجامعة بإشراف البروفيسور محمد قندال والدكتور محمد يونس.

واعتمد بحثها على تحسين استقرار وكفاءة حساسات الضوء لمادة (Perovskite) عن طريق دمج ثنائية الأبعاد مع ثلاثية الأبعاد لخفض السعر وتحسين الكفاءة والاستقرار.

وفاز بحثها بالمركز الثالث في مسابقة أولمبياد إبداع الوطني 2019، ونال جائزة خاصة من شركة (ASM Materials) عن أكثر مشروع متميز في مجال علم المواد، وتأهلت بعد ذلك لحضور الورشة التأهيلية لمعرض (Intel ISEF)، وهو أكبر محفل علمي لطلاب المرحلة الثانوية في العالم.

وشاركت لينا خلال مسيرتها العلمية في كثير من البرامج الصيفية التي ساعدتها ونمت مهاراتها، ومن أبرزها برنامج (Oxmedica2017) الذي التحقت به وهي في الصف الثالث المتوسط، درست خلاله علوم الصواريخ والفضاء لمدة 3 أسابيع في جامعة الملك سعود.

والتحقت لينا ببرنامج مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية (مسك) للإعداد الجامعي، وشاركت في برنامجين صيفيين، الأول كان في جامعة (Yale University) الأمريكية، درست خلاله العديد من المواد من علوم الفضاء الحيوية والعلوم الحيوية السيكولوجية والجبر والرياضيات وعلم المثلثات، وشاركت في المعسكر التدريبي لبناء الشخصية، الذي أقيم في المعسكر الملكي في بريطانيا (Royal Military Academy Sandhurst).

واهتمام لينا بالبحث العلمي والإبداع، لم ينسها دورها في المسؤولية الاجتماعية، فأسست مع زميلاتها مبادرة لا ربحية بعنوان (Booklub) وحسابها في الانستغرام (booklub_@) تهدف لنشر التوعية عن فوائد القراءة في المجتمع.

وجمعت المبادرة خلال العامين الماضيين أكثر من 2500 كتاب، ووقعت شراكات مع أكثر من 15 مؤسسة، وساعدت العديد من المدارس الحكومية والجمعيات الخيرية، إضافة إلى توعية المجتمع في الوقت ذاته عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

وواجهت لينا كثيرا من الصعوبات للتوفيق بين تنفيذ الأبحاث العلمية والمشاركة في المسابقات المختلفة والتحصيل الدراسي، لافتة إلى أنها حينما كانت تتذكر فائدة الأبحاث لوطننا وحياتنا، تتحفز لمواصلة بحثها وتطويره بدعم من أسرتها وزملائها ومدرستها، مؤكدة حرصها فهم المعلومات والأبحاث السابقة، ونجاح التجارب واستخلاص النتائج.

«موهبة» و«مسك»

اعتبرت التحاقها بـ«موهبة» و«مسك الخيرية» نقلة نوعية في مسيرتها العلمية، واصفة مشاركتها في أولمبياد إبداع ومسابقة (Intel ISEF) بأنها من أفضل التجارب التي مرت بها، وساعدتها على صقل مهاراتها واكتساب خبرات متنوعة وجديدة، إضافة إلى التعرف على أشخاص مميزين ومبدعين.

وأفادت لينا، أن القراءة لعبت دورا إيجابيا كبيرا في حياتها، ووسعت مداركها وفتحت لها مزيدا من الآفاق العلمية، وأكسبتها مزيدا من الثقة في نفسها، وباتت متمرسة في الإلقاء والتواصل والتفكير الناقد والربط بين المعلومات والإقناع وتقبل وجهات النظر.