لقطة من الفيلم.
لقطة من الفيلم.
-A +A
علا الشيخ - ناقدة سينمائية ola_k_alshekh@
في هذه الجائحة التي تعصف بالعالم كله، ما زالت السينما قادرة على أن تكون جزءاً من عزلتك في المنزل لتبدد وحدتك وتجلب لك السعادة، لذلك لا ينصح حاليا بمشاهدة الأفلام التي تتحدث عن الأوبئة، بل احرص دائما على البحث عن أفلام تم طرح مشاهدتها مجانًا وهي كثيرة ومن قبل مؤسسات وحتى أفراد، فهذه النوعية ستجعل يومك يمر بسهولة، إذا ما خصصت لها وقتاً. ومن الأخبار الجميلة المتعلقة بالسينما أيضا هو توفر الفيلم الكرتوني السعودي «مسامير» للمخرج مالك نجر حاليا على نيتفليكس بعد عرضه في دور سينما عربياً ومحلياً، وهو فيلم يداعب العاطفة كونه مبنياً أساساً على المسلسل الكرتوني الذي يحمل نفس الاسم، والذي كان حاضرا في بيوت عربية عدة.

فيلم «مسامير»، عائلي بامتياز يحقق هدف تمضية الوقت أثناء العزل، ويمنح أساسيات صناعة الفيلم الكرتوني من كوميديا وأغانٍ ورسم جميل علاوة على المغامرة، ورغم أنه ربما لا يكون الأفضل على الإطلاق، لكنه بالفعل محاولة تستحق لفت الانتباه إليها، خصوصا أن الذكاء فيها يكمن في تحويل سلسلة كرتونية محببة، إلى فيلم طويل تصل مدته الساعتين، وهي فترة طويلة نوعا ما على فيلم موجه أساسا للأطفال. بطلة الحكاية «دانة» الفتاة الذكية التي تحلم بصناعة روبرت يقضي على الأشرار، و «دانة» نفسها التي تتخبط كونها فتاة في إيجاد من يقدر قيمتها، هي محور القصة المبنية على عبارة «العالم دائما يحتاج إلى أبطال» التي من خلالها سيتم الكشف عن صفات كثيرة لبشر يعيشون بيننا، الجشع، الاستغلال، النظرة الدونية لذكاء المرأة، كل هذا بقالب كوميدي، تظل فيه «دانة» هي المتصدرة، في حضرة «سعد وسلتوح وكلب»، الذين أيضا يخذلون «دانة» التي وثقت بهم، وهم بالأساس يريدون أن يكونوا أبطالا خارقين وهم لا يملكون شيئا لولا نصائح «دانة»، القصة حبكتها تبدأ بعد التغلغل العمراني على البيوت القديمة والتي تريد تحويلها إلى مرافق تتناسب ووضع شكل الحي الجديد، ليجد «سعد وسلتوح وكلب»، أنفسهم بالشارع، الذي يتزامن مع فشل مشروع الروبوت فزيع من وجهة نظر مدير «دانة»، لتنتقل القصة بعدها إلى خط للتلاقي الذي يجمع كل هؤلاء في مواجهة من يحتكر النجاح ومن يحارب الشغف.


نهاية الفيلم ذكية جدا وتلخص بالفعل معنى نتيجة التخلي عن من يمتلك الذكاء فعلًا، ومحاربته، وكيف أن هذا كله حدث بسبب عدم إعطاء الفرصة لدانة فقط لأنها امرأة، فيلم خفيف الظل كان يفضل أن تكون مدته أقل، لكن لا شك أنك ستستعيد معه تفاصيل المسلسل الكرتوني، وهي تجربة تشبه تجارب عديدة عالمية تم تحويل مسلسلات ناجحة إلى أفلام، مثل ماوكلي، ماجد، لعبة خشبية، سبونج بوب وغيرهم. وقد شارك في أداء أصوات الفيلم ممثلون عدة منهم: عبد العزيز الشهري، شهد الأحمري، يوسف الدخيل، إبراهيم خيرالله، ومزروع المزروع.