-A +A
«عكاظ»، رويترز، أ.ف.ب (جدة، دبي)
استمراراً في مسلسل التصعيد الإيراني وتهديد الأمن والسلم العالميين وتحدي المجتمع الدولي، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور أمس (السبت)، أن بلاده رفعت مخزون الماء الثقيل أكثر من الحد المسموح به وفق الاتفاق النووي.

ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن ذو النور قوله إن الاتفاق النووي يسمح لنا بتخزين ما يصل إلى 130 طناً من الماء الثقيل، مشدداً على أن المسؤولين الإيرانيين اشترطوا عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ووفاء الأوروبيين بالتزاماتهم، مقابل تراجع إيران عن انتهاك بنود الاتفاق، يأتي ذلك بينما تنتهي اليوم (الأحد)، المهلة التي حددتها إيران للأوروبيين لتدخل إيران في المرحلة الثانية من تقليص التزاماتها النووية.


وكان مستشار المرشد الإيراني آية علي خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، قد أكد أمس الأول (الجمعة) أنّ إيران قد ترفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 5%، وذلك عشية البدء بتجاوز مستوى التخصيب المحدد في الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والدول الكبرى.

وقال ولايتي: «إنّ مستوى التخصيب سيرتفع حسب حاجات إيران للأنشطة النووية السلمية»، مؤكداً في مقابلة نشرت الجمعة على موقع آية الله خامنئي أنّه بالنسبة إلى مفاعل بوشهر فإننا نحتاج لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 5% تلبية للأنشطة السلمية.

وأضاف مستشار خامنئي: «الولايات المتحدة انتهكت بشكل مباشر الاتفاق النووي فيما يقوم الأوروبيون بانتهاكه بشكل غير مباشر»، مشدداً بالقول: «من هنا، فإننا سنرد على انتهاكاتهم بالمقدار نفسه».

وكانت الولايات المتحدة قد حظرت مبيعات الماء الثقيل الإيراني، ما أدى إلى زيادة مخزون الماء الثقيل في إيران، موضحاً أن بلاده ستقوم بزيادة مخزون اليورانيوم المخصب، ورفع مستوى التخصيب إلى النسبة التي تحتاجها لأنشطتها السلمية.

ويعقد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اجتماعاً الأربعاء القادم بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك بناء على طلب تقدمت به الولايات المتحدة بعد إعلان إيران الخروج من التزاماتها النووية ورفع مخزون اليورانيوم منخفض النسبة، ونيتها رفع نسبة التخصيب.

وفي السياق ذاته، هدد عضو مجلس الخبراء الإيرانية محمد علي موسوي جزائري أمس، بريطانيا من رد فعل طهران على احتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية عملاقة في جبل طارق.

وقال جزائري في تصريح نشرته وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية: «أقول صراحة إن بريطانيا يجب أن تشعر بالخوف من الإجراءات التي ستتخذها إيران رداً على الاحتجاز غير المشروع لناقلة النفط الإيرانية»، مضيفاً: «أوضحنا أننا لن نصمت مطلقاً على التسلط، ومثلما كان ردنا قوياً على (واقعة) الطائرة الأمريكية المسيرة، سيكون لإيران رد مناسب أيضا على هذا الاحتجاز غير المشروع».

وكان قائد في الحرس الثوري الإيراني قد هدد أمس الأول باحتجاز سفينة بريطانية في بحر العرب رداً على احتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة النفط الإيرانية «غريس1»، غير أن مسؤولا في مجموعة عمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة نفى احتجازها، وقال لرويترز أمس إن ناقلة عملاقة ترفع علم بريطانيا كانت قد توقفت في مياه الخليج في ساعة مبكرة من صباح أمس «آمنة وبخير»، مضيفاً أن ناقلة النفط (باسيفيك فوياجر) توقفت في إطار إجراء روتيني لتعديل وقت وصولها إلى المرفأ التالي وواصلت سيرها بعد ذلك.