رفع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، الشكر والتقدير والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولوزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، على التوجيهات والخطط التي أشرفوا عليها وما قدمته المملكة لضيوف الرحمن من خدمات كانت محل الاعتزاز والفخر بأن الله سبحانه وتعالى قد خص بها هذا البلد الكريم، سائلا الله أن يقبل من الجميع أعمالهم.

وأعرب الفيصل في الكلمة التي ألقاها في بداية المؤتمر الصحفي الختامي لحج 1439 الذي عقده اليوم بمقر الإمارة في منى، عن الشكر والتقدير للإعلاميين والاعلاميات الذين حضروا هذا العام لتغطية موسم الحج، سائلا الله أن يجعل ما قدم من أعمال خالصة لوجهه تعالى وأن يوفق الجميع لخدمة حجاج بيت الله وضيوف الرحمن في هذه المشاعر المقدسة.

وعبر عن الشكر والتقدير للذين ساهموا في خدمة الحجيج وفي تقديم جميع التسهيلات للحجاج راجياً من الله تعالى أن يقبل أعمالهم وأن يثيبهم عليها أجزل الثواب.

وحيا أمير مكة كل من تابع أخبار هذا الموسم وشارك ولو بمشاعره، مقدما الشكر لمن قدم المشورة من خلال الاتصال المباشر أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة، مؤكدا أنها ساعدت وأسهمت في أداء الخدمة بالشكل المطلوب لضيوف الرحمن.

واستعرض الأمير خالد الفيصل أبرز الجهود المبذولة خلال حج هذا العام، مبيناً أن عدد القوى العاملة التي قدمت الخدمة لحجاج بيت الله الحرام من عسكريين ومدنيين بلغ أكثر من 250 ألف فرد.

وأشار إلى أن عدد المخالفين للحج هذا العام لم يتجاوز 110 آلاف شخص، فيما قدر عددهم في عام 1433 بمليون و400 ألف حاج.

وأفاد بأن قطار المشاعر نقل هذا الموسم 360 ألف حاج، فيما تم نقل مليون و800 حاج عبر 18 ألف حافلة مجهزة، مشيراً إلى أن القطاع الصحي باشره 32 ألف طبيب وممارس صحي، وسخرت لذلك طاقة سريرية بلغت خمسة آلاف سرير، من خلال 25 مستشفى في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدن القريبة من مناطق الحجاج و135 مركزاً صحياً، إلى جانب 106 فرق طبية ميدانية.

الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الختامي لحج هذا العام
الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الختامي لحج هذا العام


وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة، أن قدرة الأحمال الكهربائية وصلت إلى 17.791 ميجاوات، في حين تم ضخ 40 مليون متر مكعب من المياه في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، لافتا إلى أن وزارة الشؤون البلدية والقروية قدمت خدماتها بواسطة 23 ألف مهندس ومشرف ومرافق وعامل نظافة.

وبين أنه خلال الفترة من 1439/11/1 إلى 1439/12/5 تم نقل 41 مليون راكب من مقار سكن الحجاج في مكة المكرمة إلى المسجد الحرام، بواسطة 2600 حافلة.

وأكد الأمير خالد الفيصل أن قيادة المملكة تتطلع مستقبلاً لتوظيف التقنية في جميع شؤون الحج، وقال: «نحرص أن يكون مشروع تطوير المشاعر المقدسة الذي سيطرح قريباً إن شاء الله للتنفيذ أن يعتمد كلياً على التقنية وعلى الاتصالات السريعة».

وبين أن رؤية المملكة في الحج تسعى إلى أن يصل عدد الحجاج إلى خمسة ملايين حاج في الأعوام القادمة.

وعن حقوق المرأة في المملكة قال: «الاسلام دائماً يحث على تقدير المرأة فهي الأم والأخت والبنت، ولذلك يجب أن نقدمهن ونعطيهن المكانة اللائقة بهن، في الحرم وخارج الحرم، وسنعطيهن حقهن الذي كفله لهن الإسلام».

وتطرق الفيصل لأبرز المشاريع المستقبلية في المشاعر المقدسة، موضحا أن هناك مشروعاً لكامل المشاعر «منى، مزدلفة، عرفات»، وسُيشرع إن شاء الله في تنفيذه بأسرع وقت ممكن، إذ رفعت الدراسة الأولية للهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لاعتماده.

وعن استهداف رؤية المملكة لاستضافة 30 مليون معتمر وخمسة ملايين حاج في المستقبل، قال أمير منطقة مكة المكرمة «سيتم تنفيذ الخطة على مراحل وستعلن مراحلها عن طريق الهيئة الملكية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في أسرع وقت».

وأكد أن الاعتدال هو رؤية إسلامية منبثقة من الإسلام ومن تعاليمه، وقائد الاعتدال في هذه البلاد هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقد أعلن ذلك في أكثر من كلمة وجهها لأبناء المملكة وللعالم أجمع، راجياً من الله تعالى أن نكون المثل الأعلى في الاعتدال في العالم.

وبين أن تحديد نسب عدد الحجاج يتم من الدول الإسلامية جميعاً، وليس من المملكة وحدها، وهذه النسبة مطروحة وممارسة على الدول جميعاً، وهي متقيدة بهذه النسب، وليس من صلاحيات منطقة مكة المكرمة أو لجنة الحج تحديد النسب.

وتساءل فريق إعلامي أمريكي أتى لتوثيق موسم الحج لهذا العام، عن مدى تناغم آلية إدارة شؤون الحج التي تباشرها أكثر من 41 جهة حكومية في المملكة، حيث أجاب الفيصل قائلا "التنسيق الذي وصل إلى حد التناغم في حج هذا العام وحج العام الماضي لم يسبق له مثيل، وهذا بفضل الله ثم بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وهناك لجنة عليا للحج برئاسة وزير الداخلية يجتمع فيها كل الوزراء المعنيين، إلى جانب لجنة مركزية تنفيذية لقرارات اللجنة العليا برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة يشترك فيها كل ممثلي الوزارات الخدمية في الحج، إضافة إلى هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة وهيئات أخرى معنية بالحج وجهات، وعبر ورش عمل ومؤتمرات تعقد لتطوير الخدمات ومشروع العمل في الحج كل عام.

وأضاف: «نحن نبدأ بعد موسم الحج في كل عام لبحث وتطوير ومناقشة الملاحظات ومراجعة تقارير التقييم، ثم نبدأ في التحضير لموسم الحج القادم، ويستمر العمل طوال العام، وأعتقد أن هذا السبب هو ما أوصلنا لهذا التناغم».

وحيال ما تحدثت به بعض الوسائل الإعلامية عن منع المملكة للحجاج القطريين قال «إن مثل هذه الأخبار لا تؤثر علينا، والمملكة أعلنت ولأكثر من مرة استعدادها لاستقبال الحجاج من أي دولة في العالم، والشقيقة قطر كانت مدعوة للسماح لمواطنيها بالحضور إلى هذا الحج، حتى أن خادم الحرمين الشريفين ساهم وقال: إذا سمحت قطر يمكن إرسال طائرات للحجاج لهذا الغرض، ولكن للأسف الشديد دولة قطر منعت حجاجها من الحضور، ورحبنا بمن استطاع الوصول إلى المملكة العربية السعودية أجمل ترحيب، وهم الآن معنا في حج هذا العام».

وعن مدى رضاه عن التغطية الإعلامية لموسم الحج لهذا لعام وخطوة استضافة الإعلام الجديد، أكد أن الإعلام كان له دور كبير جداً في كل ما حدث وكل ما يحدث وكل ما سوف يحدث مستقبلاً وهم عنصر أساسي في تطوير خدمات الحج، والصورة الإيجابية التي يرى الإنسان فيها نفسه، وقال «أنتم من ترون الموضوع وترون الخلل وتنقدونه وتنتقدونه وتساعدوننا على تطوير العمل، ونرجو منكم أن تنبهونا على أخطائنا وأن تساعدونا على أن نكون أفضل ونشكركم عليه».

وجدد الفيصل ترحيب المملكة العربية السعودية بحجاج بيت الله الحرام وتشرفها بخدمتهم، مشيراً إلى أن حجاج إيران هذا العام بلغ عددهم 86 ألف حاج.

ورد الأمير خالد الفيصل على سؤال عن تقلص ظاهرة المخالفين لأنظمة الحج بعد تراجعهم من مليون و400 ألف قبل خمس سنوات إلى 110 آلاف هذا العام، بقوله: «سيختفي ذلك تماما بمشيئة الله، وذلك لا يعتمد فقط على تطبيق الأنظمة والعقوبات إنما على مستوى ثقافة الحاج ومدى تقيده بالتعليمات».

وعن قصور بعض المخيمات والحملات في خدمة الحجاج قال: «ستتم مساعدتهم على تصحيح أوضاعهم لكي ترقى للمستوى المتوقع منهم».

وأشار أمير منطقة مكة المكرمة، إلى مدى الاستفادة من التقنيات الحديثة في خدمة الحجيح خلال هذا الموسم في مختلف المجالات وشملت الحجاج المرضى الذين لا يستطيعون التنقل وإتمام المناسك، متطلعاً إلى تفعيل الجانب التقني الحديث والأسلوب الذكي في إدارة شؤون الحج، لافتاً إلى أن المشروع المستقبلي لمكة المكرمة سيستخدم أفضل وأحدث الوسائل التقنية.

وعن مشروع «الحج عبادة» أكد الأمير خالد الفيصل أن المشروع حقق خطوات كبيرة جداً وأنه سيحقق أكبر من هذه الخطوات في السنوات القادمة وسيتفق مع الرؤية بإذن الله.