محمد الغباشي
محمد الغباشي
-A +A
محمد حفني (القاهرة) Okaz_online@
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حشودها العسكرية على الحدود مع قطاع غزة، كما يجري الجيش الإسرائيلي تدريبات بالنيران الحية، عبر إطلاق النيران قصيرة المدى وبالأسلحة الرشاشة لرفع كفاءة القوات المقاتلة، تمهيداً لتنفيذ هجوم بري على قطاع غزة، لرد الاعتبار على الاهانة التي منيت بها دولة الاحتلال يوم 7 أكتوبر الجاري.

وتخشى إسرائيل من نكسة جديدة حال أي هجوم بري على القطاع، فضلاً عن وجود تصاعد في الغضب الدولي ضد تل أبيب الذي يطالب بضرورة الالتزام بقوانين الحرب، ومعايير القانون الدولي الإنساني، والابتعاد عن استهداف المدنيين أو البنى التحتية، وهو أمر يطرح العديد من التساؤلات حول مدى استجابة قوات الاحتلال لهذه الضغوط ووقف العدوان على غزة.


وقال الخبير الإستراتيجي أمين مركز آفاق للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة اللواء محمد الغباشي لـ«عكاظ»: إسرائيل تمر بأزمة سياسية خطيرة لم ترها من قبل، بعد هزيمتها وكسر شوكتها يوم 7 أكتوبر الجاري على يد المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن تل أبيب تحاول حالياً عبر القصف الجوي المستمر للأسبوع الثالث على التوالي لقطاع غزة، الذي خلف آلاف القتلى معظمهم من المدنيين، إنهاء البنية التحتية للقطاع تمهيداً لعملية الاجتياح البري.

وأشار إلى أن عدداً من المسؤولين الإسرائيليين يؤيدون تقريباً شن هجوم بري على القطاع للثأر لما أصابهم من انهيار عقب هزيمتهم أمام عناصر المقاومة أخيراً، مضيفاً: الاجتياح البري لقطاع غزة له مخاطر عدة، وهو أمر يخشاه الاحتلال، وأكد عليه وزير دفاعه يوآف جالانت أمام الكنيست أخيراً، عندما قال بالحرف الواحد إن تحقيق إسرائيل أهدافها لن يكون سريعاً أو سهلاً، وإن المرحلة اللاحقة ستكون أطول، وهو ما يدل على الخوف من الاجتياح البري، على عكس ما تقوم به تل أبيب حالياً من قصف جوي لقطاع غزة.

وأشار الغباشي إلى أن الاجتياح البري ستكون له عواقبه الوخيمة على إسرائيل نفسها وليس القطاع فقط، كونه سيجر عليها تكاليف عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة، فهي تخشى أن تهزم برياً، كما أن الجندي الإسرائيلي غير قادر على المواجهة المباشرة، ويعتمد فقط على الطيران في الصراع العسكري.

وأفاد الخبير الإستراتيجي أن إسرائيل ربما لا تقدم على خطوة الاجتياح البري في ظل الضغوط الدولية عليها، كما أنها تقف حذرة ضد هذا الإجراء، وتقوم بالقصف الجوي فقط، وإذا حدث اجتياح بري سيكون على شمال غزة، كونها تريد إنهاء المقاومة الفلسطينية ممثلة في «حماس» وباقي التيارات المناصرة لها، ولن يحدث ذلك إلا بالمواجهة العسكرية والتصفية الجسدية، كون القصف الجوي لا يحقق لها إلا قتل الأطفال والمدنيين، وفي المقابل فإن قوات المقاومة جاهزة لأماكن الاختباء والاستعداد لهذا الأمر.