شابة سورية تساعد في إزالة الألغام.
شابة سورية تساعد في إزالة الألغام.
-A +A
«عكاظ» (جدة)

سلطت صحيفة «ميرور» البريطانية في تقرير حصري لها أمس، الضوء على مجموعة من صائدي الألغام السوريين ووصفتهم بالشجعان، الذين يشقون طريقهم عبر حقول القتل في منطقة الحرب للعثور على قنابل داعش المخفية، التي تعد أكثر العبوات بدائية الصنع التي عرفها الإنسان تطوراً ووحشية.

وروت هذه المجموعة لمراسل الصحيفة الذي التقى بهم في مكان سري في مدينة الحسكة شمال شرق سورية، قصصاً مأساوية ومروعة كانوا شهود عيان عليها خلال 9 سنوات من الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي.

وتضم هذه الوحدة مجموعة من الشباب والشابات ممن استهواهم شغف البحث عن المخاطر، وهم على درجة عالية من التدريب والمهارة في الكشف عن الألغام، وهم يعلمون أنهم قد يتبخرون قي الهواء أو سيكونون بلا أطراف بخطوة واحدة خاطئة.

ومع ذلك، فقد وضعوا ذلك جانباً إذ قاموا ببطء بإزالة محصول سورية القاتل المدفون، وبحذر شديد لتفادي عيون خلايا داعش الموجودة في كل مكان.

وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 20 سورياً من «صائدي الألغام»، يعملون تحت قيادة 3 متخصصين بريطانيين مخضرمين للتخلص من بقايا القنابل ونزع فتيلها.

وتقول زيلان إسماعيل، 20 عاماً، إنها كانت «صائدة الغام» منذ أن كانت تبلغ من العمر 17 عاماً، بعد أن فقدت والدها في انفجار هائل لتعيل عائلتها التي كانت تعاني من فقر مدقع، وبأنها تكسب حوالى 800 جنيه إسترليني شهرياً من خلال عملها الخطر، وهو بالنسبة لها أكثر من ضعف متوسط الراتب السوري البالغ حوالى 220 جنيهاً إسترلينياً في الشهر.

وتقول زيلان إنها عندما بدأت هذا العمل لأول مرة، كان عليها أن تبقيه سرّاً عن عائلتها لأن هذا العمل يقوم به الرجال وليس الإناث. ولكن عندما بدأت في جلب الأموال إليهم، كان عليها أن تخبرهم الحقيقة، في البداية لم يكونوا سعداء بهذا الأمر لكنهم تقبلوه لأنه كان خيارها.

وأضافت الصحيفة أنه في غضون 3 سنوات فقط، ساعدت زيلان، في إزالة أكثر من 100 لغم من السهول والصحاري والمدن التي مزقتها القنابل في سورية. وتقول: «أنا أفعل هذا من أجل مستقبل سورية وأطفالها. سيكون لدي أطفال يوماً ما، ولكن ليس بعد. أريد أن يكون العالم أكثر أماناً لهم».

وذكرت الصحيفة أن اكتشاف القنبلة أو اللغم يتطلب عقلية معينة، والقدرة على إبعاد الأفكار المحيطة والتركيز كلياً على الإشارات التي تشير إلى أن القنبلة قد تكمن تحت التربة خلال سيرهم عبر حقل ألغام ضخم، وهو حزام ذو مسارين من الأجهزة المتفجرة المرتجلة القوية والمرعبة يقدر طوله بحوالة 30 ميلاً. فإن ما استغرقته داعش بضعة أيام لزراعته، قد يستغرق سنوات عديدة حتى يتم إزالته.

جميعهم لديهم سبب لوجودهم هنا، يرتدون المرايل المضادة للانفجار وقناع الوجه، يجوبون الصحراء بأجهزة كشف الألغام الخاصة بهم.

جودي مراد، 23 عاماً، وهو صائد آخر للألغام، يقول إن لديه سبباً وجيهاً لمحاربة وجود تنظيم داعش، من خلال نزع الألغام التي زرعوها في بلاده، بعد أن قام أفراد التنظيم الإرهابي باختطاف أحد أصدقائه المقربين، ويدعى أحمد أثناء هروبه من معقلهم السابق في الرقية متوجهاً إلى قامشلي بالقرب من الحدود التركية، ويروي مراد أن أفراد التنظيم قاموا بتصوير تعذيب صديقه بالفيديو ساعات عدة ثم قطعوا رأسه. وقال: «لقد أثارت طريقة قتله اشمئزاز الكثير من الناس؛ لأن أحمد كان شخصاً طيباً».