صورة التقطت عام ٢٠١٣ لجبل المدافع. (تصوير: سامي بوقس)
صورة التقطت عام ٢٠١٣ لجبل المدافع. (تصوير: سامي بوقس)
-A +A
عبدالله الدهاس (مكة المكرمة) al-dhass@
غاب جبل المدافع، الممتد لجبل قعيقعان المعروف بأحد جبال الأخشبين القريب من الحرم المكي الشريف، عن ذاكرة المكيين خلال شهر رمضان المبارك للعام السادس على التوالي. ويكتسب الجبل شهرته خلال العقود السابقة بمدفع رمضان، الذي كان يطلق ١٥٠ طلقة خلال الشهر الكريم عبر فرقة أمنية متخصصة من شرطة العاصمة المقدسة، تلازم الجبل قبل حلول شهر رمضان بيومين وحتى انتهاء صلاة العيد ومن ثم يعاد المدفع إلى مستودعات الشرطة مرة أخرى.

ويتم إطلاق سبع طلقات عند دخول الشهر الفضيل، وعند الإفطار طلقة واحدة، وطلقة قبل وقت السحور لإعلام الناس بالاستعداد لتناول السحور، ويتم إطلاق طلقتين عند الإمساك بعد السحور، وفي ليلة العيد عند ثبوت الرؤية تطلق سبع طلقات، وفي صباح العيد تطلق خمس طلقات.


من جهته، أكد الباحث في تاريخ مكة المكرمة ومعالم السيرة سمير أحمد برقة لـ«عكاظ»، أن هذا العام السادس على التوالي الذي يغيب فيه مدفع مكة الرمضاني الذي توقف عن العمل بعد أن كان صوته يدوي في أرجاء الأحياء المحيطة بالمسجد الحرام والمنطقة المركزية إيذاناً بفطور أو سحور، أو دخول الشهر الفضيل، مشيرا إلى أنه لا يعلم أحد عن تاريخ محدد لبداية انطلاق مدفع رمضان الذي كان يطلق من جبل المدافع الممتد لجبل قعيقعان المعروف بأحد جبال الأخشبين بمكة المكرمة.

وأضاف برقة قائلا: ذكر الرحالة الهولندي سنوك هورخرونيه، الذي زار مكة المكرمة قبل ١٣٥ سنة (١٨٨٤م) أن المدفع من عادات أهل مكة الرمضانية قديماً، حيث كانت المدافع تسمع في أرجاء أحياء مكة إيذاناً بفطور أو سحور، مشيرا إلى أن مطلق المدفع كان يسمى بالطوبجي والطبجي، وهي تسمية معروفة في عدد من المدن العربية.

وبين أن المكيين يتذكرون مدفع رمضان إلى عهد قريب، لاسيما أنه كان يوضع على جبالها الشاهقة، التي ترتجّ عند إطلاق أصوات المدافع إيذاناً بدخول شهر رمضان، وعند غروب الشمس للإفطار، أو الإمساك قبل الفجر، مشيرا إلى أن أول من أطلق المدفع كان في القاهرة وكانت مصادفة.

وطالب برقة بعودة المدفع وفي مكانه الحالي والطبيعي نسبة لمسمى الجبل بجبل المدافع، مشيرا إلى أن الموقع يجب أن يكون متحفا مفتوحا لإطلالته على مكة المكرمة وحواريها الجميلة.