الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الصحفي
الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الصحفي
-A +A
«عكاظ» (منى)

رفع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على كل ما يبذلانه في سبيل راحة الحجاج وتوفير جميع الإمكانات السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.

وقال في مؤتمر صحفي عقده بمكتبه في مقر الإمارة بمنى اليوم (الثلاثاء) بعد انتهاء موسم الحج «هذه الإمكانات التي ساهم فيها كل مواطن سعودي من داخل الحكومة ومن خارجها، هو شرف عظيم يعتز به كل سعودي، بأن هيأ الله تعالى لنا جميعا خدمة ضيوف الرحمن، ولا استثني أحداً من العاملين في هذا الحج وهم بمئات الألوف».

وثمن كل ما قدمه وفعله العاملون في سبيل راحة هذا الضيف الكريم، راجيا من الله تعالى استمرار التوفيق حتى إكمال هذه المهمة في الأيام القادمة إن شاء الله، وأن يعود كل حاج إلى بلاده سعيداً كريماً وقد أدى هذه الشعيرة العظيمة في حياته وحياة المسلمين أجمعين، وأن ينقل لأهله تحيات المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً.

وقدم أمير منطقة مكة المكرمة شكره وتقديره لممثلي الوسائل الإعلامية على حضورهم لهذه المناسبة العظيمة مناسبة حج بيت الله الحرام التي يفخر بها الجميع، وعلى ما يقومون به من جهود مباركة في نقل الصورة الحقيقية في نقل هذه الصورة الإيمانية من هذا المكان المقدس إلى جميع أنحاء العالم.

وأوضح الأمير خالد الفيصل أن عدد الحجاج بلغ في هذا العام 2.489.406 حجاج، منهم 1.855.027 حاجا من الخارج، ومن الداخل 634.379 حاجاً، وبلغ عدد الحجاج النظاميين 336.000 حاج وعدد المخالفين 298.379 مخالفاً، مؤكدا أن عدد المخالفين انخفض خلال العام الحالي عن العام الماضي بواقع 29% حيث بلغ المخالفين في العام الماضي 383.000 مخالف.

وأكد أن عدد القوى العاملة في الحج من مختلف الجهات بلغ أكثر من 350.000 إضافة إلى 35.000 متطوع ومتطوعة، بينهم 120.000 رجل أمن، و200.000 من مختلف القطاعات، و30.000 ممارس صحي، فيما وزعت الجهات الخيرية أكثر من 26 مليون وجبة خلال حج هذا العام تحت إشراف لجنة السقاية والرفادة بإمارة منطقة مكة المكرمة، وبلغت الأحمال الكهربائية خلال حج هذا العام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة 4715 كيلو وات، وتم ضخ 41 مليون متر مكعب من المياه لمكة المكرمة والمشاعر خلال الحج.

وأضاف "كما تم نقل 2.489.406 حجاج من عرفات إلى مزدلفة خلال 6 ساعات منهم 360.000 حاج عبر قطار المشاعر و100.000 استخدموا طرق المشاة والباقي تم نقلهم عبر 20.000 حافلة، وفي مجال الخدمات الطبية تم تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من نصف مليون حاج وتحجيج 400 حاج من المنومين بواسطة القافلة الصحية الطبية، هؤلاء نقلوا إلى عرفات وأتموا حجهم وهم في سيارات الإسعاف ليتموا حجهم، منهم من هو مغمى عليه ولكنه أتم حجه لله الحمد وسيراه مسجلاً مستقبلاً أنه أكمل حجه إن شاء الله، وهناك 173 مستشفى ومركزا صحيا وعيادة متنقلة عملت خلال حج هذا العام بلغت طاقتها السريرية 5000 سرير، وتم إجراء 336 عملية قلب مفتوح وقسطرة و2700 عملية مختلفة.

بعد ذلك، أجاب الأمير خالد الفيصل على أسئلة الصحفيين، حيث أكد في سؤال حول الخطط التطويرية في مشعر منى، أن اكثر الأمور أهمية لدى خادم الحرمين الشريفين وولي العهده والحكومة السعودية بشكل عام، هي خدمة الحاج والمعتمر، وجعل هذه الرحلة الإيمانية رحلة مريحة لهم، مشيرا إلى أنه تم خلال العام الماضي إنشاء هيئة ملكية خاصة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة برئاسة ولي العهد، من صلاحيتها ومسؤولياتها تطوير المشاعر المقدسة وتطوير مدينة مكة المكرمة لكي تلائم هذه المهمة العظيمة في حياة المسلمين في جميع دول العالم، حيث بدأت الهيئة تدرس ما رفع لها من إمارة مكة ومن هيئة تطوير مكة المكرمة ومن البلديات ومن جميع الوزارات الحكومية الخدمية، جميعها رفعت الدراسات الخاصة بتطوير المشاعر المقدسة إلى الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وأكد الأمير خالد الفيصل أن الآراء توافقت في الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة على الدراسات الأولية للمشاريع التطويرية الخاصة بالمشاعر المقدسة، وبدء تنفيذ الدراسات الفنية والتنفيذية وهي الآن في طور النهاية.

وقال "سنبدأ إن شاء الله بعد هذا الحج مباشرة في إنشاء أول انموذج لتطوير منى، وهذا يشمل المساكن والمخيمات، وسيكون هذا الأنموذج جاهزا -بإذن الله- في العام القادم، لطرحه تحت التجربة لنرى فعالية هذا المشروع وإذا كان يحتاج إلى إضافة أو حذف منه أو تغييره بالشامل، لكننا بدأنا التطوير، وهناك إصرار من الدولة برئاسة خادم الحرمين الشريفين وولي العهده على أن تكون مدينة مكة المكرمة مدينة ذكية، والمشاعر المقدسة مدينة ذكية، وسيتم ذلك إن شاء الله في السنوات القليلة القادمة.

وفي ما يتعلق بالمستجدات التي طرأت على موسم حج هذا العام عن الموسم السابق، قال الفيصل: إلى الآن نحن لا نعلم ما حدث وما سيحدث إلى نهاية هذه الأيام المباركة، ولكن دأبنا في لجنة الحج المركزية على أساس أن نناقش في أول أسبوع من الدوام الرسمي بعد الحج السلبيات التي حدثت في الحج المنصرم، حتى نتفاداها في الحج القادم إن شاء الله، وهذا طريقنا وأسلوبنا في اللجنة المركزية في كل عام أن تجتمع بعد الحج مباشرة وتجتمع عدة مرات أثناء السنة، ولكن أهم الاجتماعات هو اجتماع ما قبل الحج الذي يعقد لمراجعة كل الاستعدادات التي وضعت للحج القادم، أما اجتماع ما بعد الحج مباشرة هو للنظر في كل السلبيات التي حدثت في الحج المنصرم، وإن شاء الله ستعرض نتائجه بعد الحج بأسبوع واحد.

وأكد الأمير خالد الفيصل أن هناك جهدا كبيرا يبذل خلال العام وخصوصاً قبل الحج للتواصل مع جميع المؤسسات المسؤولة عن الحج في الدول التي لديها حجاج وشرح جميع الأنظمة وجميع المتطلبات التي يتطلبها الإسلام من المسلم عندما يحج، أما مدى نجاح هذه الحملات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية إضافة إلى جهود الدول التي يأتي منها الحجاج فهذا يتوقف على مستوى نجاح خطط الدول نفسها وبرامجها حول هذا الموضوع، معربا عن أمله أن تعطي هذه الدول هذا المجال أهمية كبيرة، حيث إن هناك بعض الدول تناقش جميع التفاصيل الخاصة بالحج مع مواطنيها ويأتون بنظام وإدراك وبمعرفة عن كل الخطوات في الحج، وللأسف هناك بعض الجهات الأخرى لا تبذل نفس المجهود والمستوى لوضع الإنسان المسلم الذي يأتي من هذه البلدان في صورة واضحة ومعروفة بما يجب عليه إسلامياً وليس للرضوخ لأنظمة المملكة العربية السعودية فقط وإنما ما يجب عليه إسلامياً ودينياً، وكيف يمارس الحج بأيام الحج على هذه الأراضي المباركة.

وفي سؤال عن إمكانية زيادة عدد الحجاج في الموسم القادم إلى 15 مليون حاج، أكد الأمير خالد الفيصل أن حجاج هذا العام كلهم بما فيهم حجاج المملكة العربية السعودية لم يصلوا إلى 3 ملايين حاج، ولا أعتقد أن العام القادم سيأتي 15 مليون حاج.

وعن سبب تفاوت أسعار الحج بين الجنسيات وبين الدول المختلفة، أشار إلى وجود أسعار محددة لكل فئة من الفئات، «وإن كان هناك أي ملاحظات على تنفيذ هذه الاتفاقيات بين الحجاج ومؤسسات الحج، فيجب مخاطبتنا عنها وستتم مراجعتها لتصحيح الأخطاء لأن ما يهم المملكة هو راحة الحجاج».

وفي رد حول إمكانية زيادة عدد حجاج جمهورية إندونيسيا في الأعوام القادمة كونها أكبر الدول الإسلامية من ناحية السكان، أفاد بأن تحديد عدد الحجاج لكل بلد تم في مؤتمر إسلامي، مثلت فيه جميع البلاد الإسلامية واتخذت قرارا بأن تكون هناك نسبة معينة لعدد الحجاج نسبة إلى عدد المسلمين فيها، وبالتالي إذا زاد عدد السكان تزيد النسبة وهذا هو المتبع.

وأكد الأمير خالد الفيصل أن مفهومه للحج هو للعبادة فقط، والمملكة لا تتدخل في شؤون البلاد الإسلامية عبر هذا التجمع الإسلامي على هذه الأراضي المقدسة، ولا يناقش في الحج أي أمر آخر وليس من حق المملكة أن تناقش أي حاج مسلم يأتي إلى هذه الأرض للعبادة ليؤدي هذا الركن من أركان الإسلام عن أحواله الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية في بلاده، ومهمتنا الأساسية في المملكة هي أن نضمن للحاج الراحة والطمأنينة والسكينة ليؤدي العبادة التي أمره الله سبحانه بها.

وأكد حرص المملكة على أن يتم العمل بمبادرة طريق مكة من قبل جميع الدول الإسلامية وأن يستفيد منها كل مسلم في رحلته الإيمانية إلى المملكة العربية السعودية، لما تسهم به في راحة الحجاج في رحلتهم الإيمانية، حتى أنهم أصبحوا لا ينتظرون أكثر من نصف ساعة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة أو في أي مطار سعودي.

واستطرد قائلا «الجميع هنا في المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج عندما يصلون إلى المملكة، أما قبل وصولهم إلى المملكة فهذا ليس من مسؤوليتنا، هذه مسؤوليتهم هم ومسؤولية دولهم، أما مسؤوليتنا نحن فهي أن نؤمن لهم الراحة والأمن والاستقرار والمعاملة الحسنة إن شاء الله».

وحول دور المتطوعين من شباب وشابات الوطن في موسم حج هذا العام، عبر أمير منطقة مكة المكرمة عن اعتزازه وافتخاره بكل العاملين في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وقال: أعتز وأفتخر بكل مواطن سعودي أسهم في نجاح الحج هذا العام وكل الأعوام السابقة والقادمة، ومنهم المتطوعون تحديداً.

وأضاف: هذه الخدمة التي يقوم بها الإنسان السعودي في هذا المكان وهذه الأيام المباركة هي مصدر فخر واعتزاز لكل سعودي، مؤكداً أنه يتحدث باسمه واسم كل زملائه المشرفين على هذه الخدمة لهذه الأماكن المقدسة في هذه الأيام المباركة.

وتابع: إننا نفخر بإخواننا وأخواتنا الذين يسهمون معنا سواء من داخل الكادر الحكومي أو من خارجه من التطوعين، فهم يضربون المثل الأعلى، وخصوصا رجال الأمن الذين فاقوا كل التوقعات وأصبحوا مجال اعتزاز كل سعودي أمام العالم أجمع، مبدياً افتخاره بالصور الرائعة التي تنقل عن رجل الأمن السعودي وهو يساعد الحجاج كبار بالسن والأطفال والنساء ليؤدوا نسكهم، مؤكداً أن هذا ليس بغريب على إنسان سعودي دستوره القرآن ورايته كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومنهجه السنة النبوية، وهذا ليس بغريب عليه أن يكون في هذا المستوى على الإطلاق، وهو مفروض عليه إسلامياً أن يكون بهذه الصفة وأن يترفع عن كل صغيرة لا تتناسب مع الأخلاق الإسلامية التي يتمثل بها، «هنيئاً لنا بالوطن والدولة التي تحكم شريعة الله على عباد الله».

وفي سؤال في ختام المؤتمر الصحفي عن العلاقات السعودية الإماراتية، قال الأمير خالد الفيصل: «الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي».

وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، قد سلّم بحضور نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، الفائزين بجائزة إمارة مكة المكرمة للإعلام الجديد، التي تُبرز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وتوثق الرحلة الإيمانية للحجاج.