ضوئية من لقاء البروفيسور هايكل مع مجلة «النيويوركر» الأمريكية.
ضوئية من لقاء البروفيسور هايكل مع مجلة «النيويوركر» الأمريكية.
-A +A
حسن باسويد (جدة) baswaid@
خرج أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون البروفيسور برنارد هايكل من خلال قراءته للمشهد السعودي بنتيجة مؤكدة مفادها أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «رجل متمكن من منصبه وسلطاته، ويتمتع بالدعم الكامل من الجميع في المملكة».

وقال البروفيسور هايكل، في حوار مطول مع مجلة «نيويوركر» الأمريكية أخيراً، إنه اجتمع مع الأمير محمد بن سلمان وتواصل معه عبر مراسلات نصية، لافتاً إلى أنه مؤيد لأجندة ولي العهد، التي تشمل الإصلاحات في المملكة.


ووصف هايكل ولي العهد بـ«الرجل المتمكن من منصبه وسلطاته، وأنه يتمتع بالدعم الكامل من خادم الحرمين الشريفين، والأسرة المالكة، والشعب السعودي»، مؤكداً أن كل الأمور التي رسم رؤيتها تسير نحو الأمام وبسلاسة.

وأشار إلى أن ولي العهد يتمتع بدعم من الملك سلمان، ويسير على المبادئ التوجيهية السياسية الواسعة لخادم الحرمين الشريفين، مضيفاً: تلك المبادئ التوجيهية للسياسة السعودية هي في الحقيقة اثنان، أولا: تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، وتوليد فرص العمل في القطاع الخاص، وتأهيل الطلاب السعوديين الذين يأتون إلى سوق العمل. وثانيا: «بناء القدرات السياسية والعسكرية للمملكة بشكل أساسي، لذلك تصبح لاعبا إقليميا رئيسيا».

واعتبر هايكل أنه من المبكر الحديث حول قضية خاشقجي، مضيفاً: «أعتقد أنه من السابق لأوانه التحدث عن هذا الموضوع قبل حكم المحكمة، وقد أبلغت بأن هناك تطويرا كبيرا للعملية الإدارية في المملكة، وسنرى ما إذا كان لهذه التغييرات تأثير في المستقبل».

وحول دعم قوات التحالف -بقيادة السعودية- الشرعية اليمنية، قال هايكل: «السعوديون لم يكونوا يريدون الحرب ويرغبون حقا في إنهائها. إنهم فقط لا يريدون ترك مجالات على الشواطئ الرئيسية لتستغلها إيران في ذلك البلد لدعم المتمردين الحوثيين، وسيصبح تهديدا للأمن القومي للمملكة العربية السعودية. أعتقد أن الوضع في اليمن معقد إلى حد ما، ولا ننسى أنه قبل دخول السعودية في الحرب للدفاع عن الشرعية كانت هناك حرب أهلية طاحنة في البلاد».

وأضاف: «أعتقد أن المملكة العربية السعودية وبلدان مجلس التعاون الخليجي تدرك أنها لن تتخلى في نهاية المطاف عن عملية إعادة بناء اليمن، وعلى عقود، وحتى الآن قدمت المملكة ودول الخليج معونات إلى الأمم المتحدة وإلى اليمن مباشرة، وهنا نتكلم عن مئات الملايين من الدولارات من المعونات، وهذه هي المشكلة بأن العالم غافل تماماً عن ما تقدمه المملكة ودول الخليج من المساعدات الإنسانية من حيث الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى».

واشار إلى أنه مع استمرار الحرب، «لأنني أعتقد أن هناك اقتناعا خطيرا بأن الحرب في اليمن لها علاقة مع مخططات إيران التوسعية والإرهابية. والسعودية، في الواقع هي أفضل من يتعامل مع الوضع في اليمن من خلال مختلف الموائد السياسية في البلاد ولهم خبرة قديمة في بسط الاستقرار، خصوصا بين القبائل وتقديم الرعاية اللازمة لهم في ظل دولة شرعية، اما بالنسبة للحوثيين، فلا أظن أنهم يستطيعون إدارة البلاد»، مضيفاً أن لدى ولي العهد خبراء محليين على دراية بالمشهد الاجتماعي والسياسي اليمني بشكل وثيق للغاية.

وعن حملة مكافحة الفساد التي شنتها الحكومة على شخصيات بارزة من بينها أمراء ورجال أعمال، قال هايكل إن ولي العهد أراد إعادة الأموال التي أخذت على غير وجه حق إلى الدولة وليس لحسابه الخاص كما ادعى آخرون، مضيفاً «إنه يفكر بالمصلحة الوطنية قبل كل شيء».

وعن الإصلاحات التي دعمت المرأة السعودية في أصعدة عدة، أشار إلى الفرق الكبير الذي حدث مع سياسات ولي العهد، قائلاً: «هناك فرق كبير ألمسه منذ زيارتي إلى المملكة في التسعينات، فالمرأة السعودية اليوم لها حضور عام أكبر بكثير في جميع المجالات».

وأضاف: «لقد قلت سابقا إن الأمير محمد بن سلمان يدرك بأن النساء هن النصف المؤهل من السكان، من حيث العملية التعليمية، وتقبلهن للعمل الصعب، ولذلك فإن بناء القطاع الخاص يعين عليه الاعتماد على النساء بموازاة الرجال».

وشدد هايكل على ضرورة استقرار المملكة في منطقة تعمها الفوضى المستعرة كاليمن وسورية وليبيا، منتقداً السياسات التي تحاول الضغط على السعوديين «إنه خطأ جيوسياسي جسيم».

وأكد أن ترمب ووزير خارجيته الحالي يدركان مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن مصلحة واشنطن استقرار المملكة، لافتاً إلى أن ريكس تيلرسون (وزير الخارجية الأمريكي السابق) كان أكثر موالاة لقطر، ما نتج عن ذلك أصوات مختلفة داخل إدارة ترمب حول دعم المملكة.

ومن الأمثلة على ذلك، دفع إدارة الرئيس كارتر لشاه إيران في ذلك الوقت إلى الإصرار على أن حقوق الإنسان هي أهم عامل في العلاقة بين البلدين. وأعتقد أن ذلك قد لعب دورا مهما جدا في الثورة هناك، وهذا أدى إلى أن الشرق الأوسط أصبح غير مستقر على مدى السنوات الأربعين الماضية.