خادم الحرمين يستمع لشرح ولي العهد عن مشروع الرياض الخضراء.
خادم الحرمين يستمع لشرح ولي العهد عن مشروع الرياض الخضراء.
-A +A
محمد سعود (الرياض) mohamdsaud@
لم تكن المشاريع النوعية الأربعة الكبرى في مدينة الرياض التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الأول (الثلاثاء) جديدة على العاصمة السعودية، بل إنها استمرار لعجلة المشاريع التنموية والتطويرية للرياض منذ عشرات السنين.

وشهدت الرياض نمواً غير مسبوق في التطور والتقدم، ما جعلها تتفوق على عدد كبير من العواصم العالمية، ومنحها ألقاباً في التفوق والازدهار، خصوصاً أنها حظيت بإشراف ورعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز إبان توليه لإمارتها لعشرات السنين.


وبحسب كتاب (الرياض تاريخ وتراث ورؤية) من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض فإنه في أواخر التسعينات الهجرية - سبعينات القرن الميلادي الماضي، شهدت الرياض نمواً غير مسبوق في ضخامته، من خلال تضاعف عدد سكانها إلى نحو مليون نسمة خلال السنوات الأربع السابقة لعام 1980، وتضاعف تسجيل السيارات 10 مرات عما كان عليه قبل 6 سنوات، وكانت حدود المدينة تتمدد بمعدل 200 متر كل شهر، ففي عام 1975 كان الحي السكني الجديد في السليمانية غربي المطار القديم في الرياض يشكل حد المدينة، وبعد ذلك بخمس سنوات، صار بإمكان الواحد أن يقود سيارته لمسافة 12 كيلومترا بعد السليمانية من دون أن يغيب العمران عن نظره.

وتتمدد الرياض الجديدة على شكل موجات من النمو تتشكل بموجبها أحياء سكنية وتجارية جديدة، لكل منها متاجره ومراكزه للتسوق وبنيته التحتية ومدارسه وخدماته ومساجده، إذ تأسست أول جامعة فيها 1957 تحت اسم «جامعة الرياض»، وكانت عبارة عن كلية الآداب تضم 9 أساتذة و21 طالباً فقط، وفي عام 1975 أضيفت إليها كليات للعلوم والصيدلة والتجارة والزراعة والهندسة والطب، لتصبح بذلك أكبر جامعة في البلاد ذات 6000 طالب و300 أستاذ، ولم يكن لهذه الجامعة حرم واحد، بل كانت كلياتها مبعثرة حول طريق الجامعة في ضاحية الملز، ولكن مع تنامي عدد الطلاب بسرعة، تم اعتماد مخطط توجيهي يقضي ببناء مجمع جديد للجامعة التي تغير اسمها في عام 1982 إلى جامعة الملك سعود، كان هذا المشروع في حينه أضخم مشروع بناء واحد في العالم عمل عليه 12 ألف عامل من 23 دولة، وبلغت مساحته الإجمالية 9 كيلومترات مربعة، كما تأسست جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بموجب مرسوم ملكي صدر عام 1974 بجمع الكليات الحكومية للفقه والشريعة واللغة العربية وفي عام 1982 وضع الملك فهد - رحمه الله - حجر الأساس لمجمع جديد لهذه الجامعة في شمال شرق المدينة باتجاه المطار الجديد، كما شهدت العاصمة إنشاء جامع الأميرة نورة بنت عبدالرحمن قبل بضعة أعوام بقدرة استيعابية تصل إلى 60 ألف طالبة، كما تشهد العاصمة حالياً حضوراً لقطاع التعليم العالي الخاص كجامعة الأمـيـر سلطان وجامعة الفيصل والجامعة العربية المفتوحة وجامعة اليمامة، وجامعة دار العلوم، إضافة إلى عدد من الكليات.

وتقدمت العاصمة السعودية في المجال الصحي من خلال عشرات المستشفيات الحكومية والخاصة، إذ افتتح مستشفى الملك فيصل التخصصي عام 1975، ومستشفى الملك خالد للعيون الذي يعتبر أول مستشفى في المملكة مكرس بالكامل للعناية المتخصصة بالعيون في عام 1982.

وشهدت بداية القرن الهجري الجديد الثمانينات الميلادية ظهور مؤسسات خيرية سعودية اتخذت من الرياض مقراً لها، ففي عام 1982 تم تأسيس مؤسسة الملك فيصل الخيرية، بينما في عام 1987 اكتمل بناء استاد الملك فهد الدولي عند تخوم العاصمة لجهة الشمال الشرقي، وكان أول ملعب دولي في الرياض يطابق المواصفات المحددة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبسعة 70 ألف متفرج، كما ظهر مبنى وزارة الداخلية الجديد الذي اكتمل 1989 معلماً عمرانياً مستقبلياً، بتصميمه على شكل هرم مقلوب تعلوه قبة.

وتفوقت الرياض على مثيلاتها من العواصم بمطارها وأحيائها وشوارعها ومبانيها، حتى أضحت مدينة جاذبة للزوار وللعيش فيها للمواطنين والأجانب، إذ تم إنشاء حي دبلوماسي فيها، ومجمعات إسكان للموظفين، ومشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام سينطلق خلال الفترة القادمة، كما تضم عدداً من المتاحف، والوزارات والأسواق.

وارتدت الرياض زياً جديداً مواكباً للتغيرات التي يشهدها العالم، إلا أنها لم تتخلَ عن تاريخها وتراثها، إذ كان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض ورئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض دور كبير في التحفيز على العمل لإبقاء الروابط مع الماضي، ونشر الوعي بأهمية استمرار الصلات ما بين فن العمارة والنسيج المدني المحيط به.

والرياض لا تختلف عن غيرها من المدن السعودية التي تحظى جميعها باهتمام من القيادة، لتطويرها وتوفير كافة الخدمات فيها، لتلبية حاجات المواطنين.