-A +A
عبدالرحمن المصباحي (جدة) sobhe90@
انعكست أزمة «كورونا» على مبيعات عربات الطعام المتنقلة «الفود ترك» خلال الأشهر الماضية، تزامنا مع عزوف المستهلكين عن شراء الطعام الجاهز من الأماكن غير المتعاقدة مع تطبيقات التوصيل المعتمدة. واضطر العديد من ملاك «الفود ترك» إلى إغلاق عرباتهم خلال الفترة الماضية، لعدم جدواها اقتصاديا، فيما قرروا أخيرا العودة إلى فتح عرباتهم بعد رفع المنع بشكل شبه كلي.

الأفضلية لجودة المنتجات


أكد مستشار عيادة الأعمال أحمد العمودي، أن السوق تتجه الآن إلى المسار الصاعد، وعربات نقل الطعام حاليا بدأت في العودة شبه الكلية لمستوياتها قبل فترة كورونا، خصوصا في ظل عدم وجود المواطنين والمقيمين في الخارج تزامنا مع إغلاق الطيران.

وأوضح أن بعض العربات سجلت انخفاضا في مبيعاتها، مقابل ارتفاعها في عربات أخرى، ويعود ذلك لجودة المنتج المقدم وانعكاس ميزته تنافسيا، إضافة إلى أهمية اختيار المكان الأمثل للبيع على حساب أماكن أخرى.

ونوه إلى أن بعض العربات لجأت إلى رفع أسعارها لتعويض الخسائر وهذا قد ينعكس سلبا عليها خلال الفترة القادمة.

ارتفاع العرض خفض الأرباح

كشف مستشار «الفرانشايز» والمطاعم في عيادات الأعمال محمد الطبشي، أن الاستثمار في مجال «الفود ترك» سجل تراجعا قبل أزمة كورونا بعد ارتفاع أعدادها بشكل كبير وانتشارها في معظم الأماكن، واقتصر تحقيق الأرباح بها على العربات التي اكتسبت شهرة خلال الفترة الماضية، والتي حصلت على تراخيص للبيع في أماكن يكثر الطلب عليها، ويتوافد عليها العديد من أفراد المجتمع.

وأضاف قائلا: «لجأت إلى التوقف قبل أزمة كورونا بعد ضعف الإقبال عليها، والتحول إلى نشاط آخر، مؤكدا أن مجال «الفود ترك» بدأت أرباحه بالتراجع بعد ارتفاع عدد التراخيص الممنوحة».

وبين أن هذا القطاع لم يستغل بالشكل الأمثل، خاصة أن تكلفة عربات الفود ترك أقل من المطاعم الأخرى، إلا أن بعض البائعين في هذه العربات يبيعون منتجاتهم بأسعار تفوق أسعار المطاعم، وهذا ما ساهم في ضعف مبيعاتهم، إضافة إلى انعكاس أزمة كورونا على مبيعات العربات، بعدم تقديمها خدمات «التوصيل» مقارنة بالمطاعم المتعاقدة مع شركات التوصيل.

السياحة الداخلية ترفع الطلب

من جهته، أكد مستشار مشاريع المطاعم والمقاهي في عيادات الأعمال أحمد القصير، أن مشروع الفود ترك يعد ممتازا لو ظل كما بدأ، ولكنه أصبح الآن يتهاوى تدريجيا، وأخذ منعطفا آخر، فأساس مشروع «الفود ترك» بيع الطعام على الطريق وبشكل سريع وأسعاره في متناول الجميع، إلا أنها اتجهت إلى التباهي والتظاهر إسوة بعالم «الماركات»، وانعكس عنه ارتفاع الأسعار، وقلة الجودة، وأزمة كورونا دفعت المستهلك للبحث عن أقل سعر بأفضل جودة.

وبين أن «الفود ترك» تأثر من قبل جائحة كورونا، بسبب الأسعار المبالغ بها، بعد أن كانت فكرته الرئيسية تلبية الحاجة بجودة ممتازة وأسعار غير مرتفعة لتصبح بديلا عن المطاعم والمقاهي ذات الأسعار المرتفعة نسبيا.

ونوه بأن الفرصة لا تزال سانحة أمام المستثمرين في قطاع العربات، تزامنا مع ازدهار السياحة الداخلية، ووقف الرحلات الدولية، مشددا على أهمية تقديم الخدمات لمنتجات مختلفة بجودة عالية.