-A +A
محمد علي علوان - الرياض
تتمة لهذا المثل (ما مثل بيتي سقى الله لي مساه) إن لم يخب ظني فإن الذي أطلق هذا المثل فإنه بالحتمية الواضحة، إنما يقصد الوطن، هذا الوطن الذي يمنحنا الأمان والدفء والشعور بالأمان، البيت رمز جلي للدفء والمحبة، البيت هو الذي تنطلق منه أفراحنا وأمانينا وأحلامنا وتوقنا الذي لا يحد، في مثل هذا البيت اختار المساء الذي يمنح البيوت هدأة الليل ويمنح الآخر مسألة الحلم القادم في غياهب الغيب.

البيت/‏الوطن هو مرتع الحياة التي تنمو في داخل الإنسان وترسم شخصيته وتنعكس من الخارج إلى الداخل تؤسس في مخيلته أجزاء الحياة وإيقاعها. والذي لا يتوقف ولا يتثاءب، هذا الخارج الذي ينمو ويتغير يضيف كل يوم لوناً من ألوان الطيف. الوطن ليس يوم الميلاد ومكانه، إنه أكثر من ذلك بكثير، حيث تراكم الحكايات التي يسردها الآباء والأمهات، الوطن أغنية جذلى تصدح بها الصبية عندما يلامس قلبها الهوى، العلاقة مع الوطن ليست علاقة شائكة، بل علاقة أغصان الشجر ببعضها البعض لترسم الشجرة الوطن.


(ما مثل وطني) سقى الله لي مساءه وصباحه الندي، صحراءه الممتدة، وجباله وبحره شرقاً وغرباً، تلك الحكايات التي تختلف لتتواءم، الوطن الذي غرسه الآباء بقصصهم أيام العوز والفقر والهجرة المتكررة، لكن الوطن يحملونه في قلوبهم كبوصلة لا تشير إلا إليه، الوطن هو حكايتنا في الغنى والفقر، أنت بلا وطن معناه أن تكون اللا شيء ودون انتماء، دون جذور.

بطبيعة الحياة، لا بد أن تكون هناك وجهات نظر تنطلق كل بمعاييره ووجهة نظره ومقدرته على قدرته على الاستيعاب وهو أمر طبيعي يحدث في كل الأوطان.

الاختلاف ظاهرة صحية، والخلاف ظاهرة مرضية، وهنا تتضح قدرة الحاكم الواعي الذي يؤمن بالاختلاف في وجهات النظر ويكره الخلاف الذي يكرّس المنفعة الفردية على النفع العام.