الحجاج تنقلوا في المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة وسط منظومة من الخدمات. (تصوير: ناصر محسن)
الحجاج تنقلوا في المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة وسط منظومة من الخدمات. (تصوير: ناصر محسن)




أحمد هاشم
أحمد هاشم




محمد حسان
محمد حسان




خالد الجندي
خالد الجندي
-A +A
نعيم تميم الحكيمnaeemtamimalhak@، محمد سميح (المشاعر المقدسة) m_smaih@
وصف عدد من العلماء والدعاة حج هذا العام بالمتميز على المستويات كافة، مؤكدين نجاح حكومة خادم الحرمين الشريفين في إدارة الموسم ليؤدي أكثر من مليوني حاج نسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وسط منظومة متكاملة من الخدمات. وشددوا في حديثهم لـ«عكاظ» من قلب مخيمات منى أن المملكة أحسنت التخطيط والتنفيذ، وغلبت التعامل الإنساني مع ضيوف الرحمن، ما ألجم كل دعاة الفتنة والتسييس والتدويل.

وشددوا بصوت واحد ألا مجال للتشكيك في جهود المملكة الجبارة في خدمة ضيوف الرحمن والمسلمين عامة، خصوصا أن العالم أجمع تابع مناسك الحج لحظة بلحظة عبر قنواته وشاشاته التي أتيح لها النقل المباشر لكل الشعائر من أنحاء المشاعر المقدسة كافة. كما أثنى العلماء على جهود جميع الجهات العاملة في الحج، وخصوا بالذكر وزارة الحج ومؤسسة موطفي الدول العربية على الخدمات التي يقدمونها ما كان له أكثر الأثر في نجاح الحج. واصفين نجاح موسم الحج هذا العام بالأكمل والأمثل بين المواسم السابقة.


في البدء، رفض رئيس جامعة الأزهر سابقا عضو هيئة كبار العلماء في مصر الدكتور أحمد عمر هاشم جميع دعوات تسييس وتدويل الحج، مشددا على أنها دعوات باطلة. ووصف موسم حج هذا العام بالمختلف، وقال: «الحقيقة أن من يزور المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين في كل موسم يجد اختلافا كبيرا عن المواسم الماضية، ما يدل على جهود حكومة المملكة، في تنفيذ مشاريع عملاقة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بهدف تيسير أداء الفريضة وراحة الحجيج، وبقدر ما هو واجب إسلامي كما يؤكده قادة هذه البلاد إلا أنه يظل مصدر فخر واعتزاز للمسلمين في شتى أنحاء الأرض».

وتذكر هاشم قدومه لأداء الحج أول مرة حين كان طالبا في 1967، وكانت السيارات والمحلات التجارية تنتشر بين الطواف والمسعى، لكن عاما بعد آخر تطورت الخدمات، ومع تعاقب ملوك المملكة تواصلوا جميعا على خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن حتى وصلت إلى ما نشاهده الآن.

جرح الشعيرة

من جهته، يؤكد الداعية المصري محمد حسان أن الحج من أعظم شعائر الإسلام، ويجب أن لا يجرح بدعوات التسييس أو خلافه، وأضاف قائلا: «هناك من يحاول زعزعة استقرار المملكة سواء بالقول أو بالفعل ويشكك في جهودها الجبارة لخدمة ضيوف الرحمن والمسلمين كافة، لكنه سيجد العالم الإسلامي بكافة دوله وشعوبه تتصدى له وتحاربه لأن أي تهديد للمملكة هو تهديد لجميع المسلمين في أنحاء المعمورة».

وتساءل حسان: «هل قصر إخواننا في المملكة يوما من الأيام في خدمة الحج وضيوف الرحمن حتى تخرج مثل هذه الأصوات النشاز وتطالب بتدويل الحج. أتحدى أيا من هذه الأصوات المغرضة أن تستطيع دولها أن تنظم عمل الحج لسنة واحدة وأن تحتوي هذا العدد الكبير من الحجاج في مكان وزمن واحد، وأن تستطيع توفير ربع الخدمات التي تقدمها المملكة للحجاج، ولكن هذه الأصوات لاهم لها سوى زعزعة استقرار المملكة والنيل منها بأي طريقة وأي وسيلة، لكن نباحهم وعويلهم ذهب أدراج الرياح وأفشل الله مساعيهم وكذبهم وتدليسهم، وسيحفظ الله أمن واستقرار هذه البلاد بدعوات أنبيائه ورسله وخليله إبراهيم عليه السلام بإذن الله تعالى».

وفند عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الداعية المصري خالد الجندي دعوات تسييس الحج، واصفا إياها بالمشبوهة ولاتمت للدين بصلة، إذ يرغب مطلقوها في خلط الدين بالسياسة لمآرب أخرى. ويضيف: «الدعوة لهذا كلام عبثي وفساد ما بعده فساد، لأنه يشوه شعيرة الحج التي تعد أحد أركان الإسلام»، مشددا على أن من يقوله في نفسه حقد ومكر.

وقال الجندي: «نحن كدعاة وعلماء لن نسمح بتسييس الحج، وسنقف حائط صد ضد هذه الدعوات دون أن نسمح بالمساس بالشعيرة»، واعتبر موسم حج هذا العام متميزا، من حيث التنظيم والخدمات والتسهيلات في جميع النواحي، خصوصا التفويج إلى الجمرات التي وصفها بأروع ما يكون. وأضاف: نجح الحج ولله الحمد، ويشهد بذلك كل من حج بيت الله الحرام ووقف بعرفات والمزدلفة ومنى ثم نفر إلى بيت الله الحرام.

وتابع: «شهدنا جميعا الانسيابية والراحة والخدمات الكبيرة التي قدمتها بلاد الحرمين ملكا وحكومة وشعبا، ما يدل على أن خدمة الحرمين أولوية لدى قيادة المملكة وشعبها». والله نسأل أن يحفظ هذه البلاد المباركة، وأن يديم عليها وعلى بلاد المسلمين كافة نعمة الأمن والسلام والاستقرار.