منتجات النفط تستفيد من ارتفاع الأسعار العالمية للخام. (وكالات)
منتجات النفط تستفيد من ارتفاع الأسعار العالمية للخام. (وكالات)
-A +A
محمد الصبحي (جدة)، وكالات (عواصم)
فيما اعتبر دلالة على تحسن أسواق النفط، أكد متعاملون أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، سترفع سعر البيع الرسمي لشحنات الخام إلى آسيا مطلع فبراير القادم.

وشهدت أسعار النفط أمس (الأربعاء) ارتفاعا بدعم توقعات انخفاض مخزونات الخام الأمريكية، وعلامات استعداد منتجي النفط الالتزام باتفاق خفض الإنتاج الذي دخل حير التنفيذ هذا الأسبوع. ليزداد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 49 سنتا إلى 55.96 دولار للبرميل، فيما بلغ عقد برنت مستوى جديدا، هو الأعلى في 18 شهرا في الجلسة السابقة.


وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة عند52.82 دولار للبرميل بزيادة 49 سنتا على سعر التسوية السابقة، في حين أكد كبير محللي السلع الأولية لدى إس.إي.بي ماركتس في أوسلو بيارنه شيلدروب ارتفاع الأسهم ومكاسب المعادن الصناعية صباح أمس، إلى جانب التوقعات بانخفاض المخزون الأمريكي، ما ساهم في دفع برنت لتحقيق مكاسب طفيفة.

وتوقع محللون أن تظهر البيانات الأسبوعية لمخزونات النفط الأمريكية انخفاضا قدره 1.7 مليون برميل اليوم، في وقت عززت فيه الكويت «عضو أوبك» التوقعات بأن يلتزم المنتجون بالاتفاق على تقليص تخمة المعروض، من خلال خفض الإنتاج بعدما قالت مؤسسة البترول الكويتية أمس إنها ستخفض الإنتاج في الربع الأول من 2017. إذ يتعين على الكويت في إطار الاتفاق أن تخفض الإنتاج بواقع 131 ألف برميل يوميا، في إطار اتفاق «أوبك» في نوفمبر الماضي على أول خفض للإنتاج منذ عام 2008، في مسعى لتحقيق الاستقرار لأسعار النفط.

على صعيد آخر، توقعت السعودية أن ترتفع إيراداتها النفطية خلال العام الحالي 2017 إلى 480 مليار ريال، بدلا من 329 مليار ريال العام الماضي 2016، خصوصا في أعقاب اتفاق دول «أوبك» وغير الأعضاء على خفض الإنتاج، لتحسين أسواق النفط العالمية.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه المملكة عجزا قارب 15% من الناتج المحلي في عام 2015، بينما نجحت في تقليص هذا العجز في عام 2016. في حين يتوقع أن ترتفع إيرادات المملكة بشكل عام في عام 2017 بنسبة 31% عن العام الماضي. كما تعمل المملكة على رفع الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% بحلول عام 2030 كجزء من إستراتيجية ورؤية 2030.

وبلغ إنتاج المملكة من الإثيلين في عام 2016 نحو 17 مليون طن متري، لتصبح بذلك ثالث أكبر منتج في العالم للإثيلين، بعد كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ووصلت مبيعات المملكة للإثيلين إلى مليار دولار العام الماضي، على رغم ظهور الغاز الصخري في أمريكا الشمالية، واستخدام العديد من الدول للنفط والغاز والفحم ومصادر الطاقة البديلة والمتجددة بدلا من الإثيلين، ويقدر إنتاج العالم للإثيلين في عام 2016 بنحو 173 مليون طن متري. وتعد «سابك» ثاني أكبر شركة منتجة للإثيلين في العالم، بحجم إنتاج يصل إلى 13 مليون طن متري سنويا، منها نحو 11 مليون طن متري تنتج في الجبيل وينبع، والباقي من المشاريع المشتركة مع الصين والمملكة المتحدة وهولندا. فيما تحتل شركة البتروكيماويات الصناعية المرتبة الرابعة من بين أكبر 10 مجمعات للإثيلين في العالم بإنتاج يبلغ نحو 2.25 مليون طن متري من الإثيلين، في حين احتلت «ينبت» المرتبة العاشرة بإنتاج بلغ 1.705 مليون طن متري من الطاقات الإنتاجية الجديدة المضافة.

وفي هذا السياق، توقع مدير مركز البحوث الاقتصادية في الخليج جون سفاكياناكس أن يصل متوسط سعر برميل النفط للعام الحالي، بعد اتفاق أوبك الأخير، إلى 60 دولارا، واعتبره بالتالي زيادة في عائدات الدول النفطية، إلى جانب تحقيقه التوازن في أسواق النفط العالمية.