أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية التي ضربت جزيرة سومطرة شمال غرب البلاد إلى 1,003 قتلى، مع إصابة أكثر من 5,400 شخص، وفقدان 218 آخرين، ونزوح نحو 1.2 مليون نازح يعيشون في ملاجئ مؤقتة.

قدّرت الهيئة تكلفة إعادة الإعماربنحو 51.82 تريليون روبية إندونيسية نحو 3.1 مليار دولار أمريكي، مع التركيز على إعادة بناء المنازل والجسور والطرق، إذ جاءت الكارثة نتيجة أمطار غزيرة استمرت لأسابيع، تفاقمت بسبب إعصار استوائي نادر.

ورغم الاقتراحات الدولية بدعم إضافي، لم تستجب الحكومة الإندونيسية حتى الآن لمناشدات الحصول على مساعدات خارجية، مفضلة الاعتماد على الجهود الداخلية.

الرئيس الإندونيسي يتفقد الكارثة

وزار الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانت، اليوم السبت، مدينة لانجكات في مقاطعة سومطرة الشمالية، إذ تفقد مخيمات النازحين وأكد تحسن الوضع، قائلاً إن العديد من المناطق المعزولة أصبحت الآن قابلة للوصول.

وأضاف أن الخدمات في المخيمات جيدة، والإمدادات الغذائية كافية، مع التزام الحكومة بتسريع عمليات الإغاثة والإعادة الإعمار، حيث يُعتبر هذا الحدث من أشد الكوارث الطبيعية في إندونيسيا منذ عقود، مع تأثر أكثر من 3 ملايين شخص.

بدأت الأمطار الغزيرة الاستثنائية في أواخر نوفمبر، مدفوعة بإعصار استوائي نادر يُدعى «سينيار»، الذي تشكل في مضيق ملقا بين شبه جزيرة ماليزيا وجزيرة سومطرة.

ثاني أقوى الأعاصير

ويُعتبر هذا الإعصار الثاني فقط المسجل في التاريخ الذي يتشكل في هذه المنطقة القريبة جداً من خط الاستواء، إذ يكون تأثير كوريوليس ضعيفاً جداً، مما يجعل تشكل الأعاصير نادراً للغاية، وكان الإعصار الأول المشابه «فامي» عام 2001.

وأدى الإعصار إلى هطول أمطار قياسية، بلغت في بعض المناطق أكثر من 1,000 ملم في أيام قليلة، مما تسبب في فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية واسعة النطاق في مقاطعات أتشيه، وسومطرة الشمالية، وسومطرة الغربية.

وساهمت عوامل بيئية بشرية المنشأ في تفاقم الكارثة بشكل كبير، من بينها إزالة الغابات غير الشرعية على مدى عقود، مرتبطة بزراعة زيت النخيل، التعدين، والحرائق، أدت إلى فقدان ملايين الهكتارات من الغابات المطيرة التي كانت تمتص المياه وتثبت التربة، وتحول جذوع الأشجار المقطوعة إلى «قذائف عائمة» في التيارات المائية، مما زاد من التدمير للمنازل والجسور.