شهدت مدينة نيويورك حادثاً مأساوياً مساء السبت، باصطدام سفينة تدريب تابعة للبحرية المكسيكية «كواتيموك» بجسر بروكلين الشهير أثناء إبحارها في نهر الشرق، في حادث أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 19 آخرين من أفراد الطاقم، بينهم اثنان في حالة حرجة، فيما نجا جسر بروكلين التاريخي من أضرار هيكلية كبيرة.

وكانت السفينة، التي تحمل 277 فرداً، في جولة عالمية لنشر النوايا الحسنة، وغادرت الميناء 17 في مانهاتن متجهة إلى آيسلندا، ووفقاً للسلطات، تسبب عطل ميكانيكي في فقدان السفينة للطاقة، ما أدى إلى انحرافها نحو الجسر، واصطدمت الصواري الثلاثة للسفينة التي يصل ارتفاعها إلى 45 متراً، بالجزء السفلي من الجسر، ما أدى إلى انكسارها وتسبب ذلك في إصابات خطيرة بين أفراد الطاقم، إذ كان بعض البحارة يتسلقون الصواري في تقليد احتفالي أثناء مغادرة الميناء.

سفينة «كواتيموك» هي سفينة تدريبية شراعية ثلاثية الصواري تابعة للبحرية المكسيكية، يبلغ طولها 90.5 متر وعرضها 12 متراً، ويصل ارتفاع صاريها الرئيسي إلى 48.9 متر، بُنيت في إسبانيا عام 1981، وتُعرف باسم «سفير البحار» لدورها الدبلوماسي في نشر الثقافة المكسيكية، وتُستخدم لتدريب طلاب الأكاديمية البحرية المكسيكية، وتشارك سنوياً في جولات عالمية لتعزيز العلاقات الدولية.

ويعد جسر بروكلين، الذي افتُتح عام 1883، رمزاً تاريخياً ومعمارياً في نيويورك، يربط بين مانهاتن وبروكلين، ويبلغ طول امتداده الرئيسي حوالى 490 متراً، ويستخدمه يومياً أكثر من 100,000 مركبة و32,000 مشاة، وعلى الرغم من الاصطدام العنيف، أكدت إدارة النقل في نيويورك عدم وجود أضرار هيكلية، مع استمرار عمليات التفتيش لضمان السلامة.

وأظهرت مقاطع فيديو التقطها شهود عيان لحظات الرعب، حيث شوهد بحارة يتأرجحون من الأحزمة على الصواري المكسورة، بينما هرع المارة على الواجهة البحرية بعيداً عن الموقع. وهرعت فرق الطوارئ، بما في ذلك وحدات الشرطة البحرية وخدمات الإطفاء، إلى مكان الحادث، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفيات محلية، بما في ذلك مستشفى بيلفيو في نيويورك.

وأعلن عمدة نيويورك، إريك آدامز، في مؤتمر صحفي ليلة الحادث، أن الجسر، الذي يبلغ من العمر 142 عاماً، لم يتعرض لأضرار هيكلية، وأُعيد فتحه للحركة بعد توقف مؤقت، مشيداً بجهود رجال الإنقاذ، قائلاً: «نشعر بالحزن للضحايا وعائلاتهم، ونحمد الله أن الحادث لم يكن أسوأ» وأكدت إدارة النقل في نيويورك أن عمليات التفتيش مستمرة للتأكد من سلامة الجسر.

وتُحقق هيئة النقل الوطنية الأمريكية (NTSB) في أسباب الحادث، حيث تشير المعلومات الأولية إلى أن العطل الميكانيكي هو السبب الرئيسي، ويُثير الحادث تساؤلات حول بروتوكولات السلامة البحرية في ميناء نيويورك، خصوصاً بالنسبة للسفن الشراعية ذات الصواري العالية.