حاكمة نيويورك كاثي هوشل (يمين) أعلنت إصابتها بالفايروس أمس الأول. (وكالات)
حاكمة نيويورك كاثي هوشل (يمين) أعلنت إصابتها بالفايروس أمس الأول. (وكالات)




نيكول توبن
نيكول توبن
مواطنة تخضع للفحص في منزلها بعاصمة أورغواي مونتفيديو. (وكالات)
مواطنة تخضع للفحص في منزلها بعاصمة أورغواي مونتفيديو. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
يرى عالم اللقاحات البريطاني الكندي سير جون بيل، أستاذ الكرسي الملكي للطب بجامعة أكسفورد، وأحد أعضاء الفريق العلمي الذي ابتكر لقاح أكسفورد المضاد لفايروس كورونا الجديد، أنه بعدما أدت لقاحات كوفيد دورها في منع وقوع عدد كبير من الوفيات، ينبغي أن يركّز العلماء اهتمامهم على ابتكار لقاح قادر على منع فايروس كورونا الجديد من إفشاء عدواه بين الناس. ويذكر أن لقاحات كوفيد-19 أدت إلى انخفاض كبير في عدد الوفيات وحالات التنويم في المشافي. ويشار إلى أن عدد الإصابات الجديدة في العالم انخفض أمس الأول (الأحد) إلى 500 ألف إصابة فقط؛ فيما انحدر عدد الوفيات بالوباء عالمياً إلى 2182 وفاة عالمياً (الأحد). بيد أنه لا يزال ثمة قلقٌ من استمرار تفشي عدوى الفايروس في أرجاء المعمورة، ما يؤدي إلى تدهور الحال الصحية للمصابين بأمراض مزمنة؛ ويؤدي إلى غياب المصابين عن أعمالهم.

ويعلّق عدد من العلماء آمالاً كبيرة على إمكان التوصل إلى لقاح لكوفيد-19 يمكن بخّه في الأنف، بدلاً من اللقاح الذي يتم حقنه في عضلة الذراع حالياً. والهدف من ذلك إحداث مناعة فورية قوية في منطقتي الحلق والأنف، لسد المنفذين اللذين يتسرب الفايروس منهما إلى الجسم. وتجري أكثر من 10 تجارب سريرية على لقاحات معدّة في هيئة بخّاخ.


وذكر سير جون أن مستقبل اللقاحات الحالية بات مثاراً للجدل، في شأن ما إذا سيكتب لها بقاء على المدى البعيد. وقال لصحيفة «الغارديان» البريطانية: هذه اللقاحات غير قادرة على منع التفشي. وهي تصبح أقل جودة مع مرور الوقت، بحيث لا تستطيع منع حدوث الإصابة. وزاد: ثمة خياران.. إما أن تصنع لقاحاً جديداً كلما ظهرت سلالة متحورة حديثاً من الفايروس. وقد يكون اللقاح الجديد أقل فعالية من اللقاح الأصلي. وإما أن تستخدم اللقاحات الموجودة أصلاً لتنشيط مناعة المسنين من وقت لآخر، لتقليص احتمالات وفاتهم إذا أصيبوا بالفايروس. وفي هذه الحال علينا أن ننتظر لنرى إن كانت الوفيات ستحدث على نطاق كبير.

وأوضح العالم المرموق أن الجرع التنشيطية لم تحدث أي تأثير لمنع الوفيات، على رغم ما يقال عن قوتها وقدرتها. ورأى أن الجرعتين الأولى والثانية كافيتان بحد ذاتهما لتقليص احتمالات الوفاة والتنويم بالمشافي. وأضاف أن الحديث عن الجرعة التنشيطية تزايد الاهتمام به بدعوى الحاجة إلى تحييد مستويات الأجسام المضادة في الجسم، وهو أمر قد يحدث تأثيراً في التفشي والأعراض؛ «على رغم أننا نعرف جميعاً أنها لا تفعل شيئاً لمنع تفشي سلالة أوميكرون».

وكان ظهور أوميكرون أثار قلقاً؛ بل أدى إلى تغيير كبير في مسار الوباء العالمي، خصوصاً لجهة الزيادة الكبيرة في عدد الحالات الجديدة. ومع ظهور سلالات متفرعة من أوميكرون أخيراً تنامى القلق من أن يؤدي ذلك إلى «الإصابة الثانية أو الثالثة»، ما سيقود بدوره إلى ارتفاع جديد في عدد الإصابات الجديدة. وأثار ظهور السلالات الفرعية، مثل BA.4 وBA.5 تساؤلات حول ما إذا كان فايروس كورونا الجديد أضحى أشد قدرة على التحور الوراثي. وإذا صح ذلك فأي تأثير سيشهده مسار كوفيد-19 في المستقبل القريب؟ ويقول العلماء إنه لا خلاف بينهم في شأن الحقيقة المتمثلة في أن جميع الفايروسات، وليس كوفيد-19 وحده، تتحور بشكل مستمر. غير أن ثمة أدلة على أن السلالتين المتفرعتين عن أوميكرون BA.4 وBA.5 تمتلكان قدرة على إعادة إصابة من تعافى من كوفيد-19 سابقاً، خصوصاً من أصيب سابقاً بأوميكرون وبقية السلالات التي انحدرت منها. كما أن ثمة مخاوف من أن هذه السلالات الفرعية قادرة على إصابة الأشخاص المطعّمين باللقاحات. ولهذا يتوقع العلماء أن تشهد الأسابيع القادمة ارتفاعاً ملموساً في عدد الإصابات الجديدة، على غرار ما يحدث حالياً في جنوب أفريقيا. وذكر متخصصون أنه حتى من أصيب بسلالة أوميكرون الأم (BA.1) من المحتمل أن يصاب بأي من سلالاتها الفرعية المشار إليها، بسبب قدرتها على اختراق فعالية المناعة المتأتية من كل من التطعيم، ومن الإصابة السابقة.

التحور ليس الحيلة الوحيدة لدى الفايروسات لتظهر وتتفشى على نطاق واسع؛ إذ إن الإصابة بسلالتين في وقت واحد تؤدي إلى ظهور سلالة مركبة جديدة. ولعل أشهرها سلالة أوميكرون XE، التي نجمت عن إصابة شخص بأوميكرون BA.1 وBA.2 في وقت واحد. كما أن شخصاً أصيب في أمريكا بكل من سلالتي أوميكرون ودلتا، فظهرت السلالة التي أطلق عليها دلتاكرون. وعلى رغم أنه لم يتضح بعد خطراً كبيراً يذكر من السلالات المركبة؛ إلا أن ذلك قابل للتغير سريعاً. ولذلك يعكف العلماء على رصد هذه الظواهر الفايروسية بدقة شديدة.

سياسية أسترالية تتبنى «نظريات المؤامرة»!

ذكرت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية أمس الأول أن مرشحة الحزب الليبرالي الوطني لمجلس الشيوخ في مقاطعة كوينزلاند نيكول توبن أيدت مراراً المزاعم بأن مؤسس ميكروسوفت بيل غيتس يقف وراء اندلاع نازلة كورونا. وزعمت أيضاً أن فحوص PCR ليست فحوصاً حقيقية. ونقل عنها زعمها بأن لقاحات كوفيد-19 تتسبب في مرض التوحُّد. ومن مزاعم توبين أيضاً أن اللقاحات أدت إلى وفاة أكثر من 7 آلاف شخص في أستراليا! واتضح أنها كتبت على حساب تم حذفه من موقع «تويتر» أن معظم إحصاءات الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في أستراليا غير صحيحة، وأنها حدثت جرّاء الشيخوخة، أو السمنة المفرطة. ومن تغريداتها المحذوفة- بحسب الصحيفة المذكورة- أنها تؤيد القول إن إلزامية التطعيم بلقاحات كوفيد شبيهة بالأوضاع في ألمانيا النازية. وعلى رغم ما تردد عن تورط غيتس في التسبب بالنازلة؛ فإن ذلك لم يثبت بأي شكل من الأشكال. وقالت توبين في تغريدة بتاريخ 23 ديسمبر 2021 إن فحوص PCR تخلى عنها الأمريكيون، لأنها لا تستطيع تحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بكوفيد أو بالإنفلونزا. وزعمت- في تغريدة محذوفة- أن مناعتها الطبيعية التي حالت دون إصابتها بكوفيد حتى الآن تعزى إلى مواظبتها على تناول المضافات الغذائية المحتوية على الزنك وغيره من المعادن. وسعت حكومة رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إلى النأي بنفسها عن مزاعم توبن. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الائتلاف الحاكم قوله إن توبن تخلت عن تلك الأفكار، وخضعت للتطعيم بجرعتين من لقاحات كوفيد-19.