عماد الفقي
عماد الفقي
تشييع الفقي بمشاركة عبدالمحسن سلامة
تشييع الفقي بمشاركة عبدالمحسن سلامة
-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz-online@
شيعت الأوساط الصحفية المصرية بعد صلاة( الجمعة)، جثمان الصحفي عماد الفقي (54 عاماً) الذي أقدم على الانتحار شنقا فجر أمس (الخميس) داخل مبنى مؤسسة الأهرام. وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن الفقي انتحر في مكتبه بمبنى الجريدة وسط القاهرة، في ظروف غامضة، وأن النيابة العامة باشرت التحقيقات، وأظهرت النتائج الأولية للتحريات أنه انتحر شنقا.

وحسب المعلومات المتوفرة حتى الآن، فإن الأجهزة الأمنية بالعاصمة المصرية تلقت بلاغا يفيد بانتحار صحفي بمبنى الأهرام، وانتقلت إلى المكان ووجدت جثة مفصولة الرأس أسفل مبنى الأهرام، والرأس معلق بحبل بالطابق الرابع. وبعد نقل الجثة إلى المشرحة، استمع فريق من رجال المباحث الجنائية لأقوال أسرة الفقيد وزملائه وشهود عيان للوقوف على ملابسات الواقعة، وجرى التحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة لتفريغها وكشف ملابسات الحادثة. ونفى مدير تحرير الأهرام اسماعيل العوامي لـ عكاظ ، أي احتمال لوجود جريمة قتل في حادثة الفقي، مؤكدا أن الكاميرات في مبنى الأهرام أظهرت أنها عملية انتحار.


ونعت نقابة الصحفيين المصرية ببالغ الأسى والحزن الفقيد الذي رحل إثر حادثة أليمة، ودعا نقيب الصحفيين ضياء رشوان، في بيان، الجميع لاحترام حرمة الموت، وحق الراحل وأسرته في تجنب طرح تأويلات للحادثة وأسبابها دون تحقق وثبوت بالأدلة، وانتظار نتيجة تحقيقات النيابة العامة التي تباشر مهامها، صاحبة الحق دون غيرها في توصيف الواقعة، وكشف ملابساتها.

وكشفت مصادر صحفية مصرية، أن الراحل والذي كان مسؤولا عن الملف القضائي بالأهرام، كان يعاني من ضائقة مادية بسبب تراكم المسؤوليات المالية على كاهله. وقالت: لم نشاهد أو نعرف عنه أي اضطراب ذهني أو نفسي، يفسر لنا ما فعله.

من جانبه، رد عضو مجلس نقابة الصحفيين محمود كامل، على ما كتبه رئيس تحرير الأهرام علاء ثابت عن نيته تقديم بلاغ للنائب العام ضده، الذي اتهم كامل بالكذب في كل ما أورده عن اضطهاد الراحل جملة وتفصيلا. وتمسك كامل بحديثه عن أن الصحفي المنتحر تعرض للاضطهاد والحرمان والتجاهل من الترقيات عدة مرات؛ مضيفاً أنه سيقوم برفع دعوى سب وقذف ضد الكاتب الصحفي علاء ثابت لما تضمنه منشوره من إساءة إليه بصفته وشخصه. وطالب رئيس مجلس إدارة الأهرام عبدالمحسن سلامة بالتحفظ على الأوراق الوظيفية الخاصة بالملف الوظيفي للراحل، وملف الحقوق المالية له طوال السنوات الماضية حفاظا عليها حتى تكون تحت تصرف النيابة العامة في حالة طلبها.

ووفقا لرئيس تحرير «أخبار الحوادث» السابق ممدوح الصغير، هذه حلادثة الفقي تعد أول حالة انتحار داخل مؤسسة صحفية بخلاف قضية الصحفي بالأهرام أيضا رضا هلال المختفي منذ عدة سنوات، والكاتبة أروى صالح التي انتحرت عام 1997، والزميل منصور عطية الذي انتحر بإلقاء نفسه في مياه النيل عام 2004.

وفجر انتحار الفقي حالة من الحزن والغضب والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط الصحفية، خاصة بعدما تناقل زملاء له أنباء تفيد بتعرض الراحل لضغوط نفسية ومادية كبيرة خلال السنوات الأخيرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة لبعض المؤسسات وزملاء المهنة، والتي أوصلت البعض إلى الانتحار.