بريطانيون يحصلون على الجرعة التنشيطية في غرب لندن أمس. (وكالات)
بريطانيون يحصلون على الجرعة التنشيطية في غرب لندن أمس. (وكالات)




تدقيق الأوراق قبل جرعة اللقاح في جنوب أفريقيا. (وكالات)
تدقيق الأوراق قبل جرعة اللقاح في جنوب أفريقيا. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@
ذكرت دراسة أجراها علماء شركة نيفيرنس لتحليل البيانات بكامبريدج بولاية ماساشوسيتس أن سلالة أوميكرون قد تتفشى بسرعة أكبر من بقية سلالات فايروس كورونا الجديد، لأنها تتقاسم بعض المواد الوراثية مع فايروس نزلة البرد العادية. كما أنها تتفشى سريعاً وسط الأطفال. وأضافت أن متحورة أوميكرون أضافت لتحوراتها مادة وراثية من تسلسل الجينوم البشري، ولذلك تستطيع أن تتفادى أي هجوم قد يشنه نظام المناعة عليها. وقالت المشرفة على فريق الدراسة فينكي ساونداراجان، إن ذلك يعني أن أوميكرون أقدر على التفشي السريع، لكنها لا تتسبب في شيء سوى أعراض مرضية خفيفة إلى متوسطة. وكان علماء جنوب أفريقيا قالوا أمس الأول، إن العدد الكبير من حالات التنويم وسط الأطفال المصابين بأوميكرون ينبغي ألا يثير الهلع، لأن إصابات أولئك الأطفال ليست خطيرة. كما أن منظمة الصحة العالمية قالت الليل قبل الماضي - بعدما كشفت أن أوميكرون غزت حتى الآن 38 بلداً - إنه على رغم عدم اتضاح مدى مخاطر هذه المتحورة، إلا أن من الملاحظات المهمة أنه لم يمت بها أي مصاب في أي مكان في العالم. وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا (الجمعة)، إن تسارع تفشي أوميكرون قد يؤدي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي. وأشار خبراء أوروبيون في شؤون مكافحة الأوبئة إلى أن أكثر من نصف عدد الإصابات الجديدة في بلدان القارة الأوروبية ستكون خلال الأشهر القادمة بهذه السلالة الجديدة. وفي لاهاي بهولندا؛ حذر علماء جنوبيون أفريقيون أمس من أن أوميكرون قادرة على الأرجح على إحداث إصابة ثانية، بعد تعافي الشخص من الإصابة السابقة بكوفيد-19. وأوضح العلماء الأفريقيون أنهم حللوا بيانات مرضى تعافوا من الإصابة بسلالتي بيتا (الجنوب أفريقية)، ودلتا (الهندية) لأغراض هذه الدراسة. وخلصوا إلى أن أوميكرون تملك قدرة كبيرة على اختراق المناعة المتأتية للمتعافي من إصابته السابقة بالفايروس. وقالت العالمة بجامعة فستواترسراند بجنوب أفريقيا آن فون غوتبيرغ، إن الإصابة السابقة كانت توفر مناعة ضد الإصابة الثانية بمتحورة دلتا. غير أن أوميكرون لا تعبأ بالمناعة الناجمة عن الإصابة السابقة. وفي لندن؛ قال العالم البريطاني المرموق سير جيريمي فارار لصحيفة «الأوبزيرفر» الأسبوعية أمس، إن ظهور متحورة أوميكرون يدل على أن العالم أقرب إلى بداية الوباء العالمي منه إلى نهايته. وانتقد حكومات الدول الغنية، قائلاً إنها انغمست في شؤونها الداخلية، متوهمة أن الوباء قد انتهى. وقال إنه يأمل بتحفظ أن تكون اللقاحات الحالية ضد كوفيد-19 قادرة على منع تدهور صحة المصاب بأوميكرون. لكنه حذر من أن ذلك قد لا يكون صحيحاً بشأن السلالات الفايروسية المقبلة. وزاد: كلما استمر الفايروس في التفشي، خصوصاً وسط غير المطعّمين في أنحاء العالم تزايدت احتمالات ظهور سلالة قادرة على قهر اللقاحات والأدوية الراهنة. و«إذا حدث ذلك فسنكون أقرب إلى المربع الأول». وشن سير جيريمي فارار هجوماً كاسحاً على السياسيين في أرجاء العالم، الذين قال إنهم انهمكوا في سياساتهم، دون إبداء رغبة حقيقية في معالجة الوصل غير العادل للقاحات، والفحوص، والعلاجات. وزاد: كانت هناك خطب طنانة، وكلمات دافئة. ولكن ليس القرارات المطلوبة التي تضمن حصولاً عادلاً على ما نعرف جيداً أن من شأنه التعجيل بنهاية الوباء العالمي، أي اللقاحات والفحوص والأدوية. وأضاف أن الإجراءات المطلوبة لمكافحة الوباء لم تتغير، وهي: ارتداء الكمامات في الأماكن الداخلية، وزيادة الفحوص، والتباعد الاجتماعي، والعزل في حال تأكد تشخيص الإصابة، والتطعيم، لأنه يساعد في وقف انتقال العدوى، ومنع تردي صحة المصابين.

وفي جنوب أفريقيا، قال العالم الذي اكتشف سلالة أوميكرون للمرة الأولى، سيخوليلي مويو، مدير مختبر بوتسوانا - هارفارد المرجعي، الباحث بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد الأمريكية، إن قيام أوميكرون بإحداث التحورات الوراثية الكثيرة التي تحملها بهذه الطريقة الشاذة أمر مثير للقلق. وأضاف أن الفايروسات لا تحدث هذا القدر من التحورات الوراثية مرة واحدة، أو دفعة واحدة. لكن في ظل عدم وجود قدرات مخبرية كافية في أنحاء العالم لتحليل التسلسل الوراثي للفايروسات قد لا نعرف منذ متى ظلت أوميكرون تتحور وراثياً. وأشار إلى أن من بين النظريات في هذا الشأن الزعم بأن أوميكرون تحورت وراثياً في خلايا شخص مصاب أصلاً بمرض النقص المكتسب في جهاز المناعة (الإيدز). لكنه ذكر أنه لا يوجد دليل على صحة هذه النظرية. ومن النظريات المحتملة أن الفايروس انتقل من إنسان إلى حيوان تحور داخله سريعاً ثم قفز إلى الإنسان مرة أخرى. وزاد أنه اكتشف أوميكرون في عينات أخذت من دبلوماسيين زاروا بوتسوانا، وخضعوا للفحص.