البروفيسور عبدالمعين الآغا
البروفيسور عبدالمعين الآغا
-A +A
«عكاظ» (جدة)

أكد لـ«عكاظ» أستاذ واستشاري طب الأطفال والسكري والغدد الصماء بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن هناك 6 عوامل مؤثرة في النمو الطبيعي عند الأطفال.

وأفاد بأن هذه العوامل تتمثل في ما يلي:

أولاً: العديد من العوامل تتحكم في النمو الطبيعي، ومنها: الوراثة، الغذاء الصحي، النوم المبكر، ممارسة الرياضة، سلامة الصحة من الأمراض المزمنة، العوامل الهرمونية، العوامل النفسية والاجتماعية، وتوقيت البلوغ (هل كان طبيعياً، مبكراً، متأخراً).

ثانياً: هرمونا النمو والغدة الدرقية يلعبان دورا رئيسياً في النمو خلال سنوات الطفولة، وليس لهما دور في نمو الجنين داخل الرحم، بينما مركب العامل المشابه لهرمون الإنسولين رقم (2) وهرمون الإنسولين لهما دور رئيسي في نمو الجنين داخل الرحم.

ثالثًا: النوم المبكر والعميق يزيد من إفراز هرمون النمو، وهو مهم للأطفال واليافعين؛ لأنّه يُحسّن من طولهم، وبنيتهم الجسدية، ووظائف أعضائهم، ويبدو أن تأخر النوم يربك إفرازه ليلاً، لذلك خلق الله النوم؛ حتى يتفرّغ الجسم لترميم ما تلف من الخلايا، إذ يساعد النوم الكافي والعميق والمبكر أنسجة الجسم على النمو بشكل صحيح.

رابعاً: الغذاء الصحي المحتوي على منتجات الحليب والألبان، والفواكه والخضروات، والألياف، واللحوم والأسماك، والبيض، كلها عوامل تساعد على النمو.

خامساً: الحركة والنشاط البدني لهما دوران كبيران في تحفيز هرمون النمو الطبيعي في عمله على سائر الأنسجة والخلايا، ويفضل ألّا يقل عن 30 دقيقة يومياً.

سادساً: الهرمونات الجنسية لها دور مهم في ذروة النمو (الفزّة) خلال سنوات البلوغ.

ولفت إلى أنه يتم التعرّف على ما إذا كانت معدّلات النمو طبيعية أم لا عند الأطفال بالاستعانة بشكل منحنى النمو، وفيه يُوضع الطول المقابل للعمر، فإذا كان الطول أقل من منحنى (3%)، فهذا يدل على قصر القامة، وللمزيد من التأكد يوضع متوسط طول الأم والأب على المنحنى، وذلك بعد إنقاص 13سم من طول الأب (إذا كانت فتاة) وإضافة 13سم إلى طول الأم (إذا كان ذكراً)، واعتبار سن العشرين هو العمر الذي توضع عليه أطوال الوالدين، فإذا كان طول الطفل بعيدا عن متوسط طول الوالدين، فهذا يستدعي إجراء بعض التحاليل اللازمة، مع أشعة العمر العظمي، أمّا إذا كان طول الطفل ضمن المعدل الطبيعي لأطوال والديه، فسوف تتم متابعة سرعة النمو من ثلاثة إلى ستة أشهر بشكل مستمر للتأكد من أن طول الطفل لايزال ضمن معدل أطوال الوالدين.

وأشار إلى هرمون النمو هو ببتيد مكوّن من 191 حمضاً أمينيّاً، ويتم إفرازه من الفص الأمامي في الغدة النخامية، ويفرز على شكل نبضات تحت تحكّم من الهرمون المحفّز لإفراز هرمون النمو من منطقة ما تحت المهاد، والذي يحفّز إفراز هرمون النمو، وعلى النقيض، فإن هرمون السوماتوستاتين يثبط إفراز هرمون النمو، ويزيد إفرازه من خلال بعض المستحثات الطبيعية مثل الرياضة، والغذاء الصحي (خصوصا البروتين)، والنوم العميق، والبلوغ، والصيام، من العوامل المحفزة لإفرازه، وعلى النقيض، فإن ارتفاع نسبة السكّر في الدم، وقصور الغدّة الدرقية يثبطان إفرازه، كما يعمل على بناء أنسجة الجسم، خصوصاً العظام والعضلات، فهو يزيد من تصنيع البروتين، ويساعد على تحويل الدهون إلى طاقة، مما يقلل كمية الدهون، وبالتالي لا يؤدي إلى زيادة الوزن كما يعتقد بعض أهالي الأطفال.

وخلص البروفيسور الآغا إلى القول: إن صفات نقص هرمون النمو هي قصر القامة إذ تعتبر السمة الرئيسية، تكون ملامح الوجه طفولية، وغير ناضجة، يكون طول الطفل أقل من المعدل الطبيعي ومن متوسط طول الأب والأم، تكون سرعة النمو بطيئة، ونمو الطفل أقل من نظرائه في العائلة أو المدرسة، عدم تغير مقاس الملابس من فترة إلى أخرى، كما هو متوقع في النمو الطبيعي، وجود تاريخ مرضي يشير إلى نقص سكر الدم أو صغر حجم القضيب، أو اليرقان في العام الأول من العمر، التكوين العضلي يكون ضعيفاً، والصوت رفيعاً، والجسم يميل إلى البدانة، تأخر العمر العظمي عن العمر الزمني، يحدث تأخر ظهور الأسنان، وتأخر وظائف أعضائهم، ونسبة الذكاء تكون طبيعية، قلّة النشاط أو الخمول المستمر أو صعوبة التركيز أو ضعف الذاكرة، ضعف نمو الشعر أو تساقطه، وهنا يجب بدء مرحلة علاج نقص هرمون النمو بأقرب وقت ممكن في عمر ما قبل البلوغ، فكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكّر كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه بعد البلوغ لدى الذكور، أو بعد حدوث الدورة الشهرية لدى الإناث.