-A +A
«عكاظ» (سيئول)

يبدو أن كوريا الجنوبية وجدت وصفة علاج كورونا، بعد أن تمكنت من النجاة من ارتفاع حالات الإصابة بالفايروس المستجد، في أواخر العام. وفي أحدث التوقعات الاقتصادية الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تتطلع كوريا الجنوبية إلى تحقيق انكماش إجمالي للناتج المحلي بنسبة 1%، فقط، لعام 2020، وهو ثاني أفضل أداء بين الاقتصادات الكبرى بعد الصين. في المقابل، من المتوقع أن تنكمش منطقة اليورو بنحو 8%، ويمكن أن تشهد الولايات المتحدة انكماشاً بما يقرب من 4% من إجمالي الناتج المحلي. وفي ذلك يقول كبير الاقتصاديين في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لورانس بون، مقدماً أحدث التوقعات: «يواجه العالم أخطر تباطؤ اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية».

وأكدت منظمة التعاون والتنمية أن النجاح الاقتصادي يسير جنباً إلى جنب مع النجاح في كبح جماح الوباء. وهذا جزء من سبب بقاء كوريا الجنوبية سالمة، نسبياً، من الناحية الاقتصادية، بدءاً من إدارتها الفعالة للغاية للوباء في المقام الأول، بحسب موقع (الإمارات اليوم).

وقال كبير الاقتصاديين في كوريا الجنوبية، بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كريستوف أندريه: «السبب الرئيس هو أنهم كانوا قادرين على احتواء الوباء بشكل أفضل بكثير من غيرهم، لذا كانت الاضطرابات في النشاط محدودة للغاية».

ويمكن ملاحظة ذلك في بيانات «قوقل»، التي تُظهر أن كوريا الجنوبية بالكاد غيرت إجراءاتها المعتادة بعد تفشي المرض، في أواخر فبراير، وما تأثر قليلاً من القطاعات تعافى بسرعة في أبريل. وفي المقابل، شهدت إيطاليا المتضررة، بشدة، تراجعاً في عدد زيارات المتاجر. وعلى رغم أن كوريا لم تتضرر بالقدر نفسه، مثل معظم البلدان الأخرى، فقد أطلقت بسرعة استجابة مالية قوية إلى حد ما، إذ ضخت نحو 12.2 مليار دولار (0.7% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد)، لدعم الشركات والمواطنين في أوائل الربيع.

ولم يكن ذلك مبلغاً كبيراً، مقارنة بما خصصته دول مثل ألمانيا، التي أطلقت حزمة تحفيز تبلغ قيمتها نحو 4% من الناتج المحلي، ولكن نظراً لأن سيؤول قدمت الدعم بسرعة، فقد ساعد في الحفاظ على ارتفاع الاستهلاك، كما تواصل تقديم الدعم في شكل قروض وضمانات يبلغ مجموعها 230 مليار دولار.