-A +A
خالد الحربيokhaledo@


المتتبع للعوامل المؤثرة في الحياة البشرية ومجالاتها المختلفة يجد أن العلم والتكنولوجيا لهما دور مؤثر بل وأساسي بشكل ملحوظ للغاية وخاصة على المجالات العملية والاقتصادية، ودراسات العقود الأخيرة أظهرت أن التقدم التكنولوجي ليس له تأثير إيجابي فقط على الاقتصاد، ومع ذلك ما زال نطاقه في توسع، بل ودفعت الأوقات التي تميزت بالابتكار التكنولوجي - من عشرينيات القرن الماضي وحتى التسعينيات - الصناعات إلى إنتاج المزيد والاقتصاد ينمو ويحسن الصحة المالية للبلدان.


أما في عصرنا الحديث فالاعتماد أصبح شبه كلي على التكنولوجيا وتقنياتها المتطورة في المال والأعمال والصناعة وبناء الحضارات، فها هو مشروع «ذا لاين» باكورة الإنجازات التقنية البشرية ليرسم ملامح الحياة العصرية القادمة.

حيث يُعد «ذا لاين» سلسلة من المجتمعات الإدراكية المترابطة والمعززة بالذكاء الاصطناعي، تتصل فيها جميع الأعمال والمجتمعات بشكل متسق من خلال إطار رقمي يتضمن الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والذي بدوره يُهَيِّئُ منصة للذكاء الجماعي تتيح التعلم والنمو بشكل مستمر، ويعمل هذا النظام الذكي على تحليل 90% من البيانات التي تُجمَع واستخدامها، ليوفر أنظمة قابلة للتوقّع وليس التفاعل فقط.

مجالات التأثير التقني الزيادة الإنتاجية

أكبر تأثير للعلم والتكنولوجيا يتركز في الجانب الإنتاجي، وهذا يعني مزيداً من الإنتاج بتكلفة أقل، حيث كانت أي زيادة إنتاجية تقابلها زيادة في الأجور الحقيقية للموظفين وانخفاض أسعار بعض المنتجات.

لذلك، تمتد فائدة العلم والتكنولوجيا إلى النظام الاجتماعي بأكمله.

السوق التوسعية

يتمثل أحد الجوانب المهمة لنجاح الاقتصاد في قدرته على بيع إنتاجه الزائد إلى الأسواق الأخرى، وساهمت التقنية في تطوير وسائل النقل وابتكار طرق حديثة للاتصال، ما أدى إلى تقليل المسافات وجعل التجارة الدولية أكثر سهولة وكفاءة.

مصادر جديدة للعمل

تاريخياً تطورات العلوم والتكنولوجيا خلقت مجالات عمل جديدة، ومثال ذلك تمهد الثورة الصناعية الأولى الطريق لمهن جديدة تتعلق بميكانيكا الآلات وتشغيلها، وفي الوقت الحاضر وتزامناً مع الثورة التكنولوجية، ظهرت العديد من المهن المتخصصة الأخرى ذات الصلة.

عيوب الاعتماد التكنولوجي

تأثير العلم والتكنولوجيا على الاقتصاد ليس بالضرورة أن يكون إيجابياً كلياً، بل يمكن أن يصاحبه تأثر آلات الإنتاج وفشلها أو نظم المعلومات، إضافة إلى بعض الجوانب السلبية ومنها:

- الأمان الوظيفي

تحل الآلات والمعدات محل رأس المال البشري، ويبرز ذلك في الوظائف التي لا تتطلب تخصصاً، وبالتالي تقوم الآلات بمهمات روتينية في المصانع تغني عن الموظفين.

إضافة لذلك فإن البطالة تحرم الناس من المال الذي يمكنهم إنفاقه في السوق، مما يقلل من مساهمتهم في الاقتصاد من ناحية أخرى.

وقد يواجه العمال النازحون بسبب التقدم التكنولوجي صعوبات في إعادة توظيفهم، لأن الوظائف الجديدة قد تتطلب مهارات متقدمة لا يملكونها، وهذا ما ينبه إليه الباحثون بأن الأتمتة ستخلّف عدداً كبيراً من الأشخاص العاطلين عن العمل في العقود المقبلة.

- التوزيع غير المتكافئ للدخل

والجانب السلبي للتقدم التكنولوجي هو تأثيره على توزيع الدخل، وتوزيع ثمار النمو الاقتصادي بشكل غير متساوٍ عبر البلدان، وعدم المساواة بين المناطق الغنية والفقيرة في العالم، ويعتمد الدخل حسب نصيب الفرد من الإنتاج، ومتوسط العمر المتوقع ومستويات التعليم.