-A +A
عادل عزيز (جدة) Azizz18@

ارتبطت كرة القدم الرياضة الأكثر متابعة في العالم بعدة قصص؛ واحدة منها كانت في نسخة كأس العالم عام 1934 حيث شهدت تدخلات سياسية من قبل الزعيم الإيطالي آن ذاك بينيتو موسوليني، لاستضافة إيطاليا نهائيات كأس العالم في نسختها الثانية.

في البداية حينما طالبت السويد الحصول على حق تنظيم النسخة الثانية من كأس العالم، لكنّها انسحبت دون تفسير، ما تسبب بشكوك في ذلك الوقت إلى أنها تلقت تهديدات من منافسها إيطاليا التي حصلت على حق تنظيم المونديال.

قررت الحكومة الإيطالية تخصيص 3.5 مليون ليرة إيطالية ميزانية للبطولة على الرغم أن الزعيم الإيطالي موسوليني لم يكن مولعًا بكرة القدم، إلا أنّه اكتشف أهمية البطولة في تجميل صورته ومنحه إنجازًا ولو وهميًا.

كان موسوليني مسؤولًا عن كل شيء في البطولة، فهو من اختار الحكام وتقسيم الفرق، كما هدد المدرب فيتوريو بوتزو حال لم تحصل إيطاليا على البطولة بقوله: «أنت المسؤول الأول، إن فشلت فليكن الرب في عونك».

تجاوزت إيطاليا الولايات المتحدة في أول مباراة بنتيجة 7-1 ثم واجهت إسبانيا في مباراة صعبة للغاية، وتعادل الفريقان بهدف لمثله لتنتهي المباراة وتعاد في اليوم التالي، ليفوز الأتزوري بهدف جوزيبي مياتزا في مباراة شهدت إلغاء هدفين صحيحين لإسبانيا بداعي التسلل وعنف قوي من إيطاليا تحت أنظار الحكم السويسري ريني ميرسيت الذي عوقب بالإيقاف مدى الحياة بعد المباراة.

كان التخطيط وقتها أن يكون النهائي بين ألمانيا وإيطاليا، أو بين هتلر وموسوليني، لكن تشيكوسلوفاكيا أطاحت بالمانشافت من نصف النهائي وتأهلت لمواجهة الأتزوري الذي فاز بهدف غير شرعي على النمسا.

أقيم حفل للاعبي إيطاليا وارتدوا الزي العسكري وقتها، ونزلوا اللقاء النهائي بشعار الفوز أو الموت بوجود الحكم ذاته الذي قاد لقاء النمسا في نصف النهائي.

وتغاضى الحكم عن ركلة جزاء واضحة في الشوط الأول لتشيكوسلوفاكيا، حتى أن موسوليني بين الشوطين عنّف لويس مونتي، مدافع إيطاليا، وأكد له أن الاتفاق مع الحكم كان التغاضي عن مخالفة واحدة ولو تكررت سيحتسبها.

فازت إيطاليا بالمونديال الأول في تاريخها وأقيمت الاحتفالات تحت أعين موسولويني.

وفي 1938 فاز الأتزوري للمرة الثانية على التوالي بكأس العالم حيث وصلت إيطاليا للنهائي في فرنسا لتواجه المجر.

ورغم أنّ البطولة لم تكن تحت إشراف موسوليني، إلا أنّه أرسل للاعبين في اللقاء النهائي تهديدًا مفاده إما الفوز بالبطولة أو الموت.