أرشيفية للتظاهرات الفرنسية المناوئة لشهادة التحصين عند فرضها في أغسطس الماضي. (وكالات)
أرشيفية للتظاهرات الفرنسية المناوئة لشهادة التحصين عند فرضها في أغسطس الماضي. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (لندن، نيويورك، واشنطن) OKAZ_online@
خلص علماء -بعد دارسة انطوت على فحص أكثر من 700 كادر صحي يومياً على مدى أربعة أشهر- إلى أن اللقاحات القادمة لفايروس كورونا الجديد يجب أن تركز على استهداف أجزاء أخرى من الفايروس. وأعربوا عن خوفهم من أن يؤدي اقتصار اللقاحات الراهنة على استهداف البروتين الذي يستخدمه الفايروس لاستنساخ نفسه داخل خلايا الجسم الذي يصيبه إلى التسبب في اندلاع الوباء العالمي القادم. وأضاف العلماء، في دراسة أشرف عليها العالم البريطاني الدكتور ليو سوادلينغ، أن تعدد الأجزاء التي تستهدفها «لقاحات الجيل الثاني» سيجعل تلك اللقاحات أكثر نجاعة، وسيسهل دحر الفايروس قبل أن يصبح حقيقة راسخة في حياة مليارات البشر في أنحاء المعمورة. ومعروف أن اللقاحات الراهنة -على رغم اختلاف التكنولوجيا التي تحقق بها غايتها- تستهدف بشكل رئيسي البروتين الموجود على سطح الفايروس. وهي الآلية التي يستخدمها لاستنساخ نفسه. ويبرر مبتكرو اللقاحات هذا التركيز على البروتين الفايروسي بأنه الأهم بالنسبة إلى دورة حياة الفايروس؛ وأن ذلك سيجعله أقل قدرة على التحور الوراثي. وأشارت الدراسة التي نشرتها أمس مجلة «نايتشر» إلى أن استهداف أجزاء أخرى من الفايروس سيجعل اللقاحات الجديدة قادرة على صدِّ جميع الفايروسات المنتمية إلى عائلة الفايروس التاجي (كورونا). وذكر الدكتور سوادلينغ أن تركيز لقاحات الجيل المقبل يجب أن ينصب على تعزيز ذاكرة خلايا «تي»، وليس على تكوين الأجسام المضادة، بحيث تتوفر مناعة تدوم أطول، وربما تكون لها القدرة على منع وقوع الإصابة، ووقف تفشي عدواها.

على صعيد ثانٍ؛ ذكرت بلومبيرغ أمس أن باحثين عثروا على مقاومة لعقار ريمديسفير المضاد للفايروسات في عينات أخذت من مصاب يعاني أصلاً مشكلات في مناعته. ونسبت إلى علماء جامعة يال الأمريكية قولهم إن هذا النوع من المقاومة أمكن توليده داخل المختبر، لكنه لم يشاهد من قبل لدى أشخاص. وأضافوا أن المصاب الذي اكتشف وجود هذه المقاومة في دمه هي امرأة في الـ70 من عمرها أصيبت بفايروس كوفيد-19 في مايو 2020. ومع أن عقار ريمديسيفير ساعد في تخفيف أعراضها، إلا أنه لم ينجح في إزالة العدوى كلياً. وقد استمرت تعاني من الأعراض، خصوصاً فقدان حاسة الشم، أشهراً عدة بعد الإصابة.


وفي دراسة أخرى، أجراها علماء كلية الطب وطب الأسنان في روشستر بنيويورك، ذُكر أن الأجسام المضادة لكوفيد-19 في حليب الأم المرضع تُذوي أسرع من تلك التي يتم اكتسابها من خلال التطعيم بالأمصال المناهضة للفايروس بعد الإصابة به. لكن العلماء قالوا إنهم اكتشفوا أن الأجسام المضادة لدى المرضعات، سواء أكُنّ مصابات أم تم تطعيمهن، قادرة في كل حال على تحييد الفايروس. بيد أن المرضعات اللاتي حصلن على التحصين باللقاح اتضح أن الأجسام المضادة للفايروس في حليبهن تتضاءل في غضون 90 يوماً بعد الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح.

«التنشيطية»

شرط «شهادة التحصين».. قريباً

رفض وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، أمس (السبت)، استبعاد أن تصدر الحكومة البريطانية قراراً يلزم أي شخص يزيد عمره على 65 عاماً على الخضوع لجرعة تنشيطية ثالثة من لقاحات كوفيد-19، شرطاً لمنحه شهادة التحصين الصحي خلال الشتاء. وكانت فرنسا أصدرت الأسبوع الماضي قراراً بأن على أي شخص تجاوز 65 عاماً أن يبرز دليلاً يثبت حصوله على الجرعة التنشيطية الثالثة، لتتسنى له زيارة المطاعم، والمناسبات الثقافية، وركوب القطارات داخل المدن. وكانت فرنسا فرضت شهادة التحصين منذ أغسطس الماضي. وقال جاويد إنه لم يفكر في هذا الأمر بعد، لأنه منشغل حالياً بتوسيع نطاق منح «التنشيطية». وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الليل قبل الماضي إن جميع الأشخاص الذين تجاوزا سن الـ 65 سيكون لزاماً عليهم إثبات الجرعة التنشيطية في شهادتهم الصحية اعتباراً من 15 ديسمبر القادم. وأعلن وزير التعليم الفرنسي، عقب خطاب ماكرون، أن ارتداء الكمامة سيكون إلزامياً بالنسبة لطلاب المدارس الابتدائية اعتباراً من غدٍ (الإثنين).