-A +A
عادل بن عبدالكريم الشيخ*
أثناء مروري في جولتي اليومية لاحظت شاباً يافعاً في العمر وسيماً في المنظر طويلاً في القامة يتسم بالأمل والإرادة والابتسامة التي لا تفارق محياه، وكنت في كل مرة أذهب في جولتي أتوقف معه لبضع دقائق من أجل تحفيزه ودعمه لإكمال البرنامج العلاجي وإيضاح الفوائد العظيمة التي سيحصل عليها مقارنة بما قد فقده من خسائر، غير أني لاحظته في أحد الأيام منزوياً جانباً وعليه علامات الاكتئاب والحزن الشديد وشارد الذهن.

اقتربت منه وقلت له ما بك؟


فقال: أحياناً تكون الحقيقة مرة ومؤلمة ولها تبعات كبيرة ولم أكن أستوعب حجم الألم الذي كنت به وكان يلازمني لسنوات كثيرة.

استوقفني حديثه وشعرت بأنها كلمة خرجت من القلب تصف ألمه ومرضه، فأخذته إلى منطقة أخرى من الحديث والحوار والنقاش وأشد من أزره وعلى يديه.

استطرد قائلاً: لقد كنت عاقاً بوالدي ولم أستطع أن أطلب السماح من أبي الذي توفي دون أن أتمكن من حضور العزاء.

هنا بدأت أتأمل كيف يمكن للإنسان أن يدخل هذا العالم الخطير المليء بكل ألوان الخطورة والمأساة.

ولو سلمنا جدلاً بسؤال أي متعاطٍ مسبقاً عن إمكانية دخول هذا النفق.. لكان الجواب هو الإصرار على عدم المجازفة على اعتبار أنه طريق للهلاك.

يصنف هذا المجتمع بأنه عالم من الأوهام الذي يصنعه المروجون والمتعاطون ورفقاء السوء يتسم بالوهم بعيداً عن الحقيقة. هذه هي حقيقة المخدرات من بلاء لا يعادله بلاء تحرق كل من يستخدمها. فوهم المتعة الزائفة والسعادة الكاذبة الذي يروج عنها ما هو إلا فترة وتنقضي إلى دائرة الإدمان. وتتعدد الخسائر التي ربما تصل في أغلبها إلى الجنون أو الموت.

* أخصائي اجتماعي أول