سامي جميل
سامي جميل
-A +A
طالب بن محفوظ (جدة)okaz_online@
هناك علاقة بين الناس والأصوات الإذاعية والفضائية، ومن الطبيعي أن القليل من الحناجر صالحة للعمل الإذاعي، وتلك مَقدِرات لا يمتلكها إلا القليل؛ فجمال الصوت يعطي المستمع قدرة على التعرف على سمات شخصية المذيع.

ومذيع شاب مثل سامي جميل برسائله التثقيفية والمعرفية؛ استطاع عبر شاشة mbc أن يعيد إلى ذاكرة المشاهد مسيرة وضعها رواد الإذاعة والتلفزيون السابقون، بصوته الرخيم، ومخارج حروفه، وأناقته وشياكته، وأدوات أدائية وثقافية وفكرية، حتى أصبح مذيعاً أكبر من برنامجه، فتكوَّنت بينهما علاقة حميمة ضمنت النجاح للاثنين معاً.


أعاد «سامي» ذكرى الزمن الجميل، بما امتلكه من إلهام دافق، وحس دقيق، وذوق رقيق، كمثل نحلة تتنقل بين الأزاهير ثم تحط على أجملها منظراً وأحلاها مذاقاً وأروعها سحراً، في أداء مهذب أنيق أمتع به قلوب مشاهديه، بشدوه الناعم العذب الرقيق، ومع حساسية وظيفة «المذيع» فإنه أتقن مهارة الاتصال وقدرة التكيف مع المشاهد حسب مستواه الثقافي والفكري والاجتماعي.

ولأنه يحمل «بكالوريوس» الإعلام، فإنه كرَّس وقته وجهده فيه، فبرز اسمه ببصمة إعلامية خاصة به، جعلت منه مذيعا متميزاً عن أقرانه من الجيل الجديد، وامتلك صفات أهلته للانخراط في أكبر فضائية عربية منوعة؛ أبرزها: حسن الإلقاء، الصوت الجهوري، وسرعة البديهة، سعة الصدر، الجرأة، الشخصية القوية، الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم، وقدرته العالية على تطوير ذاته.

وبما أن الإعلام اليوم أصبح صفة الجميع، فإنه طوَّع الأحداث وصورها وأعلم الرأي العام بها، فاحترف المجال وأعطاه حقه ملتزماً بمبادئه وقواعده بصدق وموضوعية، في ظل موجات إعلامية تخرق هذه الأسس وتكاد تكون فارغة من كل ما يفيد العقل والروح. وفي ظل الفوضى البرامجية وضعف اختيار المناسب، ظهر سامي بقالب جديد متكامل، وشكل جديد وثقافة عالية، وحضور مميز، وأداء جاذب، ولغة سليمة، في اتجاه متكامل مع تعريف المذيع بأنه «الشخص الذي يحترف نقل وتقديم المعلومات بصوته إلى الجماهير بواسطة الإذاعة أو التلفزيون، بطريقة تخضع لمواصفات معينة».