هنري كيسنجر
هنري كيسنجر
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) okaz_online@
حذر وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر من أن تنحرف الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى المجال النووي. وأفاد كيسنجر الذي عمل في إدارتي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد في سبعينات القرن الماضي، بأنه في تلك المرحلة لا يستطيع التنبؤ بلجوء روسيا إلى ترسانتها النووية من أجل إنهاء الحرب، مضيفا: نعيش الآن حقبة جديدة تمامًا من الحرب الباردة.

وأكد لصحيفة فاينانشال تايمز، أنه من الصعب التكهن كيف ستنتهي الحرب. وقال إن روسيا ستواصل القتال في أوكرانيا حتى يلتهم الصراع الكثير من قدراتها العسكرية ومواردها لدرجة أن الدولة تخاطر بفقدان مكانتها كقوة عظمى.


واعتبر أن السؤال المهم هو: إلى متى سيستمر هذا التصعيد وما هو المجال المتاح لمزيد من التصعيد؟ وتساءل: هل وصل بوتين إلى الحد الأقصى لقدرته؟

وهنا عليه أن يقرر في أي نقطة سيؤدي تصعيد الحرب إلى إجهاد مجتمعه إلى درجة ستحد من أهليته لممارسة السياسة الدولية كقوة عظمى في المستقبل.

أما فيما يتعلق بتجنب وقوع كارثة نووية، وهو ما كان هدفا لكيسنجر خلال الحرب الباردة، قال: «لقد تغيرت الظروف كثيرًا في العقود الأخيرة لدرجة أنه يلزم إجراء مناقشة جديدة كاملة حول الآثار المحتملة لاستخدام الأسلحة النووية». ولفت إلى أنه مع انتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، ستحتاج الدبلوماسية والحرب إلى محتوى مختلف، وسيكون ذلك تحديًا وهو أمر لم نقبل به حتى الآن.

واعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخطأ في تقدير الموقف الدولي وقدرات روسيا الخاصة عندما شن الحرب على أوكرانيا. وتوقع أنه سيتعين على بوتين إنهاء الحرب عندما تقضي فعليًا على أي فرصة لبقاء روسيا قوة عظمى في المستقبل.

وتحدث عن أنه تمكن من فصل موسكو عن بكين من خلال معاملة العدوين بشكل مختلف. وقال إنه في خضم الأعمال العدائية في أوروبا، يجب على واشنطن الآن أن تفعل الشيء نفسه مرة أخرى، محذرا من اتخاذ موقف عدائي تجاه كل من الصين وروسيا يمكن أن يقربهما من بعضهما البعض. وأعرب عن اعتقاده أنه بعد حرب أوكرانيا، سيتعين على روسيا إعادة تقييم علاقتها بأوروبا كحد أدنى وتحديد موقفها العام تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وكان مراقبون استخباراتيون غربيون ودوليون يتوقعون أن يصدر بوتين إعلانًا هامًا، الاثنين الماضي، عندما احتفلت روسيا باستعراضها السنوي يوم النصر في 9 مايو، احتفالًا بهزيمة الاتحاد السوفيتي لألمانيا النازية. لكن المفاجئ أن الرئيس الروسي امتنع عن إعلان حرب شاملة على أوكرانيا أو الإعلان عن التعبئة العامة، وهي خطوة يقول محللون إنها قد تكون علامة على أن بوتين حذر من ردة فعل الشعب الروسي.