قصف مواقع عسكرية في دمشق
قصف مواقع عسكرية في دمشق
لقاء بينت وبوتين
لقاء بينت وبوتين
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) Abdullah Alghdwi@

بعد 24 ساعة على الزيارة السرية لرئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت إلى موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استهدفت طائرات إسرائيلية اليوم (الإثنين)، نقاطا ومواقع عسكرية في محيط مدينة دمشق، في رسالة أرادت منها تل أبيب التأكيد على التفاهمات الروسية الإسرائيلية في سورية على الرغم من التباين في المواقف حيال الحرب الروسية في أوكرانيا.

الضربة التي استهدفت مواقع عسكرية سورية أكدتها وسائل إعلام سورية رسمية، معلنة أن وسائط الدفاع الجوي السوري تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين ووقوع بعض الخسائر المادية.

وبالعودة إلى زيارة بينيت السرية، فإن إسرائيل أعلمت الجانب الأمريكي، بحسب الصحفي الإسرائيلي بارك رافيد، إذ جرى اتصال بين بينيت ومستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، دون أن يطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي موافقة الجانب الأمريكي.

وتشير هذه الزيارة إلى أن تل أبيب ما زالت تمسك العصا من الوسط في محاولة لجمع كل المصالح، وبينما تدعم تل أبيب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، إلا أنها تخشى ألا تضر بعلاقاتها المتميزة مع روسيا، ولعل الضربة الإسرائيلية على مواقع عسكرية في سورية، تبين أن تل أبيب ما زالت على الخط الأمني نفسه مع روسيا الذي يضر في الوقت نفسه بالمصالح الأمنية الإيرانية في سورية، إذ عادة ما تكون الضربات تستهدف مواقع تابعة لمليشيات إيرانية.

لكن إسرائيل غير قادرة على ما يبدو على مواصلة اللعب على جميع الحبال، خصوصا في حال استمرت الحرب على أوكرانيا وسيطرت القوات الروسية على كييف، ما يعني أن المواقف الدولية ما بعد السيطرة ستكون أكثر وضوحا، وفي هذه الحالة سيكون على إسرائيل أيضا أن تحسم موقفها من هذه الحرب والموازنة بين علاقاتها مع حلف الناتو والولايات المتحدة وبين العلاقة مع روسيا التي سمحت لها منذ عام 2016 بشن غارات عسكرية على مواقع إيرانية وسورية دون أن تفعل موسكو منظومة الصواريخ إس 400.

من خلال تزامن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى روسيا وما تبعها من ضربات على دمشق، يتبين أن تل أبيب ما زالت مستمرة في لعبة الرقص على الحبال، لكن بوتين ليس بذلك الرجل الذي يحتمل الازدواجية السياسية في المواقف، فلا بد من تحديد الموقف من الحرب في أوكرانيا التي تعتبر أولوية الأولويات الآن بالنسبة للقيادة الروسية.