الدخان يغطي العاصمة كييف.
الدخان يغطي العاصمة كييف.
-A +A
«عكاظ» (باريس) okaz_online@

هل تستسلم كييف سريعا تحت وطأة الهجوم الروسي الضاري، أم أنها ستقاوم طويلا؟ وهل نحن أمام أفغانستان جديدة؟ وللإجابة على هذه التساؤلات، لفتت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إلى ما قاله مسؤول روسي يوم 11 ديسمبر 1994، عندما أطلق الكرملين العنان لقواته لمهاجمة الشيشان، إذ قال: «سننهي التمرد في غضون 48 ساعة»، بيد أن الأمر استغرق 5 أسابيع من القصف الجوي وهجمات الدبابات واندلاع غير مسبوق للعنف، ولم تتمكن روسيا من السيطرة على القصر الرئاسي في غروزني إلا يوم 21 يناير 1995، واستمر الصراع بعد ذلك عامين وأعقبه صراع آخر استمر لفترة أطول ولم ينته حتى عام 1999، بعدما دُمرت غروزني ودُمرت الشيشان بأكملها، ما يعني أن الحروب لا تسير كما هو مخطط لها، لا في غروزني بالأمس، ولا في كييف اليوم، وفقا لكاتبة التحليل.

واعتبرت أن نقاط التشابه بين الحالتين لا تزال ضعيفة لكنها موجودة، فالهجوم الأول على كييف، الذي كان يُعتقد أنه حرب خاطفة بهدف الاستيلاء على مطار هوستوميل ثم تنفيذ هجوم في وسط العاصمة لقطع رأس السلطة السياسية أو القبض على رئيسها فولوديمير زيلينسكي أو قتله، تم إحباطه من قبل المقاومة الأوكرانية. وأضافت أن بعض الدبابات الروسية تقطعت بها السبل على جانبي الطريق، كما أسقطت الدفاعات قاذفات قنابل روسية، وتم أسر شبان روس.

إلا أنه في رأي «لوفيغارو» لا يزال من السابق لأوانه الإجابة على سؤال «هل تتحول أوكرانيا إلى أفغانستان بوتين؟»، ولكن ليس من السابق لأوانه طرح السؤال، هل ذهب فلاديمير بوتين بعيدا هذه المرة؟ وهل ستكون الحرب في أوكرانيا أفغانستان جديدة لروسيا؟ وهل ستكون بداية نهاية عهد رئيس أصبح قيصرا؟ فبإعلانه منذ اليوم الرابع من الحرب تكثيف الهجوم وتوسعه ليشمل أوكرانيا بأكملها، وبدعوته لكتائب من الشيشان لدعم المجندين الروس، يكون بوتين -بحسب الكاتبة- اتخذ خطوة جديدة في هروبه إلى الأمام، ويكون أيضا مثل العديد من السياسيين في أوروبا الغربية قد استخف بالوطنية الأوكرانية.

ويبدو أن قناعته بأن أوكرانيا بلد «مصطنع» و«غير شرعي» جعلته يفشل، وفقاً للكاتبة، في تقدير مقاومة الأوكرانيين، بل مقاومة الشعب بأكمله، إذ ألقى الأوكرانيون زجاجات المولوتوف من النوافذ على الدبابات الروسية، وأعلنوها مدوية أنهم جميعا متكاتفون.

وأضافت الصحيفة أنه منذ بداية الصراع بين روسيا وأوكرانيا في عام 2004، جاءت سياسة الكرملين بنتائج عكسية. فبعيدا عن إعادة كييف إلى الحظيرة الروسية، جعلت الأوكرانيين أقرب إلى الغرب وخاصة إلى أوروبا. واليوم، يرى بوتين، الذي أراد نزع سلاح أوكرانيا، أن الدول الأوروبية تقدم مزيدا من الأسلحة لحكومة كييف.

وبما أن الأسباب نفسها تؤدي إلى النتائج ذاتها فإنه في رأي الكاتبة السوفيت غزوا أفغانستان في عام 1979، وبعد 10 سنوات من الحرب ومقتل 15 ألف جندي، اضطرت موسكو للانسحاب من حرب لم تستطع الانتصار فيها، وساهمت الهزيمة في أفغانستان في انهيار حلف وارسو وسقوط الاتحاد السوفيتي، وبالتالي، يمكن أن يسلك بوتين في أوكرانيا المسار نفسه الذي سلكه رئيس الاتحاد السوفيتي ليونيد بريجنيف في أفغانستان.