الفرق الهندسية أثناء نزع الألغام في مأرب.
الفرق الهندسية أثناء نزع الألغام في مأرب.
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
ظنت المليشيات الحوثية ومن ورائها الأفعى الكبرى إيران أن الهجمات الإرهابية على السعودية والإمارات ستمر دون عقاب، إلا أن العزم والحسم كان بالمرصاد للعصابة الإرهابية، إذ كانت المقار الإرهابية للجماعات تحت ضربات تحالف دعم الشرعية مؤيدا بالمجتمع الدولي بعد أن تأكد لدى الجميع أن هذه المليشيات لا تريد حلا في اليمن وتسعى إلى نشر الفوضى في المنطقة.

وفي تغريدة له على حسابه الخاص في «تويتر» دعا المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية جويل رايبورن، الإدارة الأمريكية بعد الهجوم الفاشل على قاعدة الظفرة إلى اتخاذ موقف حاسم وحازم ضد مليشيا الحوثي، مؤكدا أن أي صمت أمريكي حيال هذه الهجمات سيعني ذوبان الخطوط الحمراء وسيدفع المليشيا إلى المزيد من العمليات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة.


وبالفعل لم يتأخر الموقف الأمريكي، إذ أكدت الولايات المتحدة أن قواتها في قاعدة الظفرة لن تتأخر في الرد على التهديدات الحوثية، فيما أفاد المتحدث باسم القيادة المركزية النقيب بيل أوربان في بيان، بأن القوات الأمريكية تعاملت مع تهديدين صاروخيين باستخدام مضادات الباتريوت، ليكون الحوثي بعد هذه الهجمات الآثمة في عين العاصفة على مستوى التحالف الدولي وعلى مستوى العالم الذي بات على يقين أن المليشيا سبب زعزعة الاستقرار.

في موازاة ذلك، وبعد أن كثفت طائرات التحالف الهجمات على مقرات الحوثيين العسكرية، ظهرت إيران خانعة بعد أن أدركت أن ذراعها الخبيثة في اليمن في حالة من الخطر، واتخذت التصريحات الإيرانية شكلا آخر كعادتها في كل مرحلة يقوم التحالف بتصعيد هجماته على الأوكار الإرهابية المدعومة منها.

وفي تغير جديد بالموقف الإيراني، اعتبر وزير خارجية الملالي حسين أمير عبداللهيان أن «ما يحدث بين اليمن ودول عربية شأن يمني»، وهو التصريح الأول من نوعه، ولم يتوقف عند هذا التصريح بل كان أكثر خنوعا بالقول «إذا قررت السعودية استئناف علاقاتها الدبلوماسية معنا فسنرحب بذلك».

وتدلل التصريحات الإيرانية أن وضع الشريك الإرهابي باليمن بات في حالة عسكرية سيئة، إذ لم يعد قادرا على تحمل الصدمات والضربات العسكرية التي ينفذها التحالف ضد مليشيا الحوثي.

الأمر الذي يزيد من وطأة الخسارة بالنسبة للمليشيات الانقلابية ومن ورائها طهران، هو تغير الأوضاع على المستوى الميداني والخسائر الإستراتيجية التي يعيشها الحوثي في شبوة ومأرب وغيرهما وتحرير الجيش اليمني وألوية العمالقة العديد من المناطق وطرد الحوثي منها.

وتخوض قوات الجيش وألوية العمالقة معارك مستمرة لدحر المليشيات الإيرانية، وتواصل التقدم في مختلف المحاور القتالية جنوب مأرب، كل هذه المتغيرات بالتزامن مع الضربات الجوية الموجعة والزخم الدولي الداعم لردع الحوثيين جعل الأوضاع في اليمن تسير بطريقة إيجابية لجهة تحقيق النصر على الحوثي، ومن هنا يمكن قراءة تصريحات وزير خارجية النظام الإيراني التي أخذت طابع الخوف والميل نحو الاستجداء بعد أن كان العزم والحسم سيد الموقف في اليمن.

في المقابل، تخوض إيران مفاوضات فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد على غرار اتفاق 2015 مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي أطلق يدها في المنطقة، وهي بالمقابل تحاول المساومة من خلال الاتفاق على كل الملفات في سورية واليمن، لكن دول الخليج تدرك هذه المحاولات الخبيثة، لذا كانت المبادرة بأن تكون دول التحالف لها اليد العليا في اليمن ولا تنتظر هذه المساومات كما حدث من قبل.

ولا يخفي المحللون والمتابعون للشأن الإيراني رغبة طهران في كسب الوقت وربط كل الملفات في ما بينها بما فيها الملف الحوثي، وهي بذلك تريد كسب الأوراق في المنطقة وأن تكون في وضع تفاوضي أقوى أمام الجانب الأمريكي، ومن هنا كانت الهجمات على أبوظبي وقاعدة الظفرة، إلا أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل خصوصا بعد أن استهدفت ضربات التحالف منصات إطلاق هذه الصواريخ، وبالتالي فإن المساعي الإيرانية لاستغلال ورقة اليمن ستسقط تحت وطأة ضربات تحالف دعم الشرعية.

ويؤكد محللون عسكريون أن ما يرتكبه الحوثي من حماقات عسكرية بتوجيه صواريخ إلى الإمارات والسعودية بهذا المستوى ما هو إلا انتحار عسكري، وضغط إيراني لتحسين موقعها التفاوضي، لكن هذه مؤشرات على أن الجماعة الانقلابية بدأت تترنح عسكريا وهي في الرمق الأخير.