-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
كشفت مصادر موثوقة لـ«عكاظ»، فحوى رسائل نقلها سياسيان لبنانيان اثنان إلى ممثلي صندوق النقد الدولي الذين يديرون المحادثات مع الحكومة اللبنانية حول خطة إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة.

ووفقاً للمصادر، فقد حملت هذه الرسائل بين طياتها الضغوط التي يمارسها «حزب الله» من وراء الكواليس بواسطة مسؤول التنسيق والارتباط وفيق صفا على الجانب اللبناني في المحادثات، بما في ذلك تهديدات مباشرة تلقاها مسؤولون لبنانيون إذا وافقوا على شروط الصندوق الدولي التي ستفرض على الحكومة توفير معطيات واسعة النطاق له مقابل توفير الدعم المالي الذي تطلبه.


وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن «حزب الله» يخشى من أن توفير المعطيات والمعلومات للصندوق ستكشف مدى الفساد العميق المستشري في صفوف السياسيين اللبنانيين عامة وفي صفوف مسؤولي «حزب الله وحركة أمل» خصوصاً الذين تعاقبوا على مناصب حساسة في الدولة.

وأفادت بأن الرسائل المذكورة التي تم الاطلاع على فحواها طلبت من المفاوضين اللبنانيين مع صندوق النقد المماطلة إلى حد الإمكان والتحدث فقط حول «خطة إنقاذ جزئية» على المبدأ (التمويل السريع) المعروف باسم (RFI) RAPID FINANCING INSTRUMENT، إذ لا تتطلب هذه الخطة توفير معلومات غزيرة لصندوق النقد من جهة، كما أن التقييدات التي تفرضها على المؤسسات اللبنانية تعتبر جزئية للغاية.

خطة كهذه كما قال وفيق صفا في جلسة مغلقة مع «سياسي لبناني مخضرم» قد تُمكّن لبنان من تلقي كامل مبلغ خطة الإنقاذ من دون أن يرسل ولو مستنداً واحداً إلى الصندوق أو أن يتعهد بالقيام بأية خطوة.

ولفتت المصادر، إلى أن حزب الله يعمل في هذا السياق لإفشال خطة الإنقاذ، ليس فقط خشية كشف الفساد، بل أيضاً من منطلق أن الوضع الاقتصادي المزري في لبنان، خصوصاً بعد الأزمة المتفاقمة مع دول الخليج ستدفع لبنان إلى أحضان أجندة حزب الله لطلب المساعدة التي لن تكون بحجم خطة صندوق الدولي، لكنها ستمكن الحزب من تسويق نفسه بأنه أنقذ لبنان من الأزمة.