فلسطينية تودع طفلها الذي قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي
فلسطينية تودع طفلها الذي قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي
-A +A
كتب: فهيم الحامد (جدة) Falhamid2@

هلّ هلال عيد الفطر والشعب الفلسطيني يمر بأحلك الظروف، سفك للدماء، اقتحام للمسجد الأقصى، وإطلاق النار داخله، منع المصلين في الساحات، اعتداءات، استباحات المقدسات.

لقد ألقى العدوان الإسرائيلي بظلاله على الطقوس الإسلامية المعتادة في العيد للمقدسيين، بسبب العدوان الإسرائيلي الذي خططت له منظمات إسرائيلية متطرفة بدعم قوات الاحتلال، باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك.مرّ العيد في القدس، دون حتى الشعور به، فأُغلقت كل المساجد، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس مسرح الحدث، كان المسجد الاقصى والمقدسيون خط الدفاع الأول عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، لقد غابت طقوس وتقاليد العيد الإسلامية عن المدينة، وحضر المقدسيون في المشهد بصدور عارية.

في القدس المحتلة، تداعى الأهالي للدفاع عن المسجد الأقصى، وجسدوا معنى عيد التضحية والفداء، من خلال تصديهم لقطعان المستوطنين الذين اقتحموا المسجد المبارك، وقوات الاحتلال التي وفرت لهم الحماية، ليفتدوا مسجدهم ومقدساتهم بدماء العشرات من الجرحى، الذين أريقت دماؤهم، وفاضت بهم سيارات الإسعاف.

وفي حين كان تجار القدس، يعدّون العدّة، لعيد تنتعش فيه أسواق البلدة القديمة، ذات الرمزية والخصوصية التاريخية، فإن آلاف المتاجر، ظلت تنتظر المتسوقين، ولم يطرق أبوابها إلا القليل، ممن أفلتوا من قبضة الحصار الذي لف المدينة، خلال العيد. رغم محاولات الاحتلال اليائسة، اغتيلت فرحة العيد في القدس، إلا أن ناشطين مقدسيين، شرعوا بتوزيع الحلوى والألعاب على الأطفال الذين تواجدوا في رحاب أولى القبلتين؛ بهدف رسم الفرحة على وجوههم، وتوفير الفرصة لهم للاحتفال بالعيد، رغم العنجهية الإسرائيلية، التي تجلّت بأبشع صورها وأشكالها في يوم الفرحة. ويرى المقدسيون، أن معركة القدس لا تدور فقط حول مقدساتها الإسلامية والمسيحية، بل هي حول الوجود الفلسطيني فيها.. عشية العيد، كانت غزة على موعد مع موجة جديدة من الغارات الاحتلالية، تكررت كذلك صبيحة يوم العيد، فغلبت بيوت العزاء على خيام استقبال المهنئين بالعيد. وفي الوقت الذي احتفلت معظم الدول العربية والإسلامية بأول أيام عيد الفطر المبارك، واكتظت المساجد والساحات في العديد من العواصم بالمصلين لأداء صلاة العيد، ظلت أزمات خانقة وقضايا عالقة تعصف بعددٍ من الدول الإسلامية، مثل اليمن والعراق وليبيا، بالإضافة إلى سورية وسط الحروب الطائفية والأزمات المستفحلة إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر إلغاء الاحتفالات في عيد الفطر واقتصارها على الشعائر الدينية وتنكيس الأعلام جراء أحداث القدس بسبب العدوان الإسرائيلي للمسجد الأقصى والقدس.

ورغم كل ما يسيل من الدم، وما يغزو مآقي الشباب والشابات، من غاز مسيّل الدموع، يجب ألا يحجب طغيان المُحتل الإسرائيلي عن أهل القدس حقهم في إلباس عيد الفطر ثوب فرح حتى لو شُوّه بمشاهد مآسٍ وأحزان القَرْح، الذي أصاب خلال شهر رمضان كل بيت من بيوت القدس، من الضواحي إلى الأطراف، بل فلسطين كلها، وأبعد منها، وصولاً إلى كل بيت في العالم الإسلامي، وكل قلب بقي فيه ضمير ينبض بما بقي من نبض إنساني، خصوصاً على صعيد تعامل الإنسان مع إنسان مثله، حتى بين أفراد شعوب تنتمي للدين ذاته. أي بهجة سوف يأتي بها عيد يطل على القدس مع كل هذا الذي جرى لأهلها طوال ما مضى من أيام، ولا يزال؟

غيوم حزن غطت كل من بكى، وبكت، خلال الأيام الأخيرة، بدمع القلب، كلّ مَن قُتل مُعتدىً عليه، برصاص جندي ينتسب لما يُسمى «جيش الدفاع الإسرائيلي». نعم، الموت مصيبة تُبكي، لكن السمو فوق الأحزان ارتقاء ليس يتمكن منه سوى أولئك الذين يسري حب الوطن مسرى النَّفَس في عروقهم، فما الحائل إذن، بين عوائل القدس وبين احتفاء بالعيد رغم فقدان أحباء قضوا قتلى للذود عن حقهم في الصلاة بالمسجد الأقصى؟ بكل تأكيد، ليس ممكناً، وليس منطقياً، أن يتسم الاحتفال بالعيد بأي طعم خالٍ من مرارات ظلم عدوان إسرائيلي متواصل على أهل القدس الشرقية، منذ احتلالها قبل 54 عاماً. لكن مجرد إصرار المقدسيين، وجيرانهم من مختلف المدن والقرى حولها، على الزحف، سلمياً، نحو ساحات الحرم الشريف في الأقصى بغرض إقامة شعائر صلاة العيد، شكل أبهى صور الاحتفاء بعيد الفطر، وسوف ينقل إلى أهل الأرض قاطبة صورة تحدٍّ سلمي يمارسه شعب أعزل في مواجهة واحدة من أعتى الدول سلاحاً، وأكثرها جبروتاً، على وجه الكوكب. هكذا احتفال فلسطيني بالعيد.. وفي البلدان المغلوبة على أمرها.. سورية واليمن والعراق.. الملالى يختطفون الأعياد.. ويحولون الأفراح أتراحاً.. والإسرائيلون يؤدون العيد في القدس.

إيران واليهود وجهان لعملة واحدة:

• الاعتداء على الأقصى

• اغتصاب منازل المقدسيين

• قصف المدنيين في غزة

• ارتكاب جرائم باليمن

• اغتيال الناشطين في العراق