سليماني
سليماني
قاني
قاني
محمد حجازي
محمد حجازي
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
لم تعد الصراعات الموغلة داخل المؤسسات الإيرانية الأمنية والسياسية والعسكرية، خصوصا بين قيادات الحرس القديم في فيلق القدس وقيادات الحرس الجديد في الحرس الثوري، خافية على أحد؛ إذ ظهر التصدع والتآكل بعد مقتل قاسم سليماني في غارة أمريكية ؛ ما أفقد نظام المرشد توازنه كون سليماني كان يمثل قوة البطش في المنظومة الطائفية، وأضحى النظام بعده يواجه خيارا واحدا وهو الانهيار، إذ إن طريقة التعامل الفاشلة أدخلت نظام الملالي في أزمة تهدد وجوده.

وهكذا وجد نظام ولاية الفقيه نفسه أمام أكبر أزمة منذ 1979 كون الصراع داخل السلطة العسكرية والأمنية وصل إلى ذروته ودخل في مأزق يصعب الخروج منه، وأدى إلى اندلاع معركة بين الحكومة والنظام، أي بين المعتدلين والمتشددين حيث استغل الحرس الثوري عواطف الشعب بعد مقتل سليماني لإعادة ثقة الحرس التي تدمرت بعد مقتل سليماني.


ويعتبر محمد حجازي مسؤولا عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في لبنان، كما أنه مسؤول عن برنامج إنتاج الصواريخ في إيران. حجازي من الشخصيات المثيرة للجدل للغاية، بسبب آرائه السياسية المتشددة، حيث لعب دوراً كبيراً عندما كان قائد مليشيا الباسيج في انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد عام 2005.

وجاءت وفاة نائب قائد فيلق القدس اللواء محمد حجازي الغامضة لتكرس عوامل وعناصر تصدع داخل الحرس الثوري بعد مقتل قاسمي الذي تلاه اغتيال العالم النووي نوري زادة والتفجيرات المتكررة التي شهدتها المنشآت النووية الحساسة وأضحى النظام الإيراني يواجه اختبارا صعبا و«خطيرا» منذ تاريخ تأسيس الجمهورية في العام 1979 حتى أصبحت التساؤلات تدور حول مصير النظام الذي يواجه غضبا شعبيا عارما كشف عن المكتوم داخل الصدور.. ولم يعد أمام الشعب الإيراني سوى اختراق كل الحواجز والمطالبة برحيل المرشد، بعد أن «فاض الكيل» كون الأزمة الاقتصادية تضرب إيران والنظام عاجز أمام متطلبات المواطنين واحتياجاتهم المعيشية، مع انهيار العملة الوطنية إلى جانب الصراع الذي خرج من الدائرة المغلقة إلى العلن، بين جناحي السلطة (الحكومة والنظام)، وكل طرف يستعدي الجماهير ضد الآخر..

حجازي نائب قائد فيلق القدس لم يكن شخصية قيادية عادية في فيلق القدس إذ فرض الاتحاد الأوروبي عليه عام 2011 عقوبات بتهمة انتهاك حقوق الإنسان في إيران، وذلك على خلفية قمع احتجاجات عام 2009، إذ كان حينها قائد «لواء ثأر الله» في «الحرس الثوري». ويمكن اعتبار مقتل «حجازي» الضربة الثانية لقيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري خلال الأشهر الـ16 الماضية، حيث قُتل قاسم سليماني، وبعده نوري. ويبدو أن فيلق القدس أصبح أكثر ضعفًا منذ ذلك الحين وتضاءل نفوذه الإقليمي. ويمكن اعتبار مقتل «حجازي» الضربة الثانية لفيلق القدس خلال الأشهر الـ16 الماضية، حيث قُتل قاسم سليماني في 3 يناير 2020 في قصف صاروخي أمريكي، استهدف موكبه بالقرب من مطار بغداد.

ويبدو أن فيلق القدس أصبح أكثر ضعفًا منذ ذلك الحين وتضاءل نفوذه الإقليمي.. فيلق القدس يتبعثر..

.. الثوري الإيراني دخل في تصفيات الحرس القديم والجديد.. من الهدف القادم؟