مريم نواز
مريم نواز




عمران خان
عمران خان
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
المتغيرات التي شهدتها الساحة الباكستانية خلال الـ٧٢ ساعة الماضية، جزء منها كان مفاجئا وغير متوقع، بل صادما لحكومة عمران خان، والجزء الآخر كان متوقعا.. الجزئية المتعلقة بالصدمة التي تلقاها عمران خان، جاءت نتيجة الهزيمة الكبرى في انتخابات مجلس الشورى الباكستاني النصفية، وفوز ائتلاف المعارضة بمعظم المقاعد، خصوصا المقعد الاستراتيجي من إسلام أباد الذي فاز به سيد رضا جيلاني مرشح حزب الشعب في ائتلاف المعارضة، الأمر الذي هز عرش الحكومة بعد أن تبين لها أن مرشح المعارضة حصل على ١٦٩ صوتا بزيادة ٩ أصوات من أصل أصوات المعارضة التي تبلغ ١٦٠ صوتا في البرلمان، ما يعني قيام بعض أعضاء الائتلاف الحكومي بإعطاء أصواتهم لمرشح المعارضة.

وكون أن الانتخابات كانت بالاقتراع السري، فإن الحكومة لم تستطع التعرف على الأعضاء من الحكومة الذين أدلوا بأصواتهم لمرشح المعارضة. وهذا الأمر جعل رئيس الوزراء خان يطلب عقد جلسة البرلمان للحصول على ثقة الأعضاء، وحدث ما كان متوقعا أمس؛ وهو تمكن عمران خان من الفوز في تصويت على الثقة في الغرفة من البرلمان، بأصوات 178 من أصل أعضاء المجلس الـ342.


وكان خان يحتاج إلى كسب 172 صوتا للفوز في التصويت. وتنفست الحكومة الصعداء بعد الهزة الكبرى التي حدثت لها.. وقاطع ائتلاف المعارضة جلسة البرلمان لعدم إعطائها الأهمية. وشدد الائتلاف المعارض على أن هزيمة الحزب الحاكم في انتخابات الكونغرس تكفي لإظهار أن خان لم يعد يحظى بثقة البرلمان، ما يعني أن التصويت على الثقة ما هو إلا لإعادة الثقة لعمران في نفسه بعد أن فقدها في الانتخابات النصفية.. ومن كواليس المشهد السياسي خلال الـ٤٨ ساعة الماضية، عقد قائد أركان الجيش الفريق أول باجوا ورئيس الاستخبارات العسكرية الفريق فيض حميد لقاء مع رئيس الوزراء عمران خان بمكتبه بعد ٢٤ ساعة من نتائج الانتخابات التي مني بهزيمة كبيرة وقاسية فيها.. ولم يصدر مكتب رئيس الوزراء أي بيان حول اللقاء كما جرت العادة، وهو ما استغربه المراقبون الذين أشاروا إلى أن اللقاء تخلله نقاش حاد حول خطاب عمران الذي اتهم فيه هيئة الانتخابات بتزوير انتخابات مجلس الشورى؛ وهو أمر قوبل بانتقاد من المؤسسة العسكرية. وأكدت المصادر أن عمران طلب من الجيش الضغط على الأحزاب المتحالفة بالمشاركة في دعم حصوله على ثقة البرلمان ولم تؤكد هذه المعلومة جهة مستقلة. وبحسب المصادر، فإن المؤسسة أرسلت رسالة لعمران من خلال نتائج الانتخابات التي هزم فيها حزبه، أن عليه إعادة النظر في سياسات حكومته والعمل على تحقيق مطالب الشعب. وأوضحت المصادر أن حصول عمران على ثقة البرلمان جاء بعد حصول الجيش على وعد منه بسرعة ترتيب بيت الحكومة من الداخل. المعارضة فازت بالجولة الأولى الحاسمة وتعادل عمران في الثانية تبقت الجولة الثالثة؛ وهي انتفاضة الشارع التي ستنظمها المعارضة في قلب المعارضة نهاية الشهر الحالي.