محمد الحسيني
محمد الحسيني
-A +A
«عكاظ» (بيروت) okaz_onlin@
وصف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان الدكتور السيد محمد علي الحسيني، «حزب الله» بأنه مجرد «فرقة قتالية» تابعة للحرس الثوري الإرهابي، وهو ينتظر الأمر الإيراني، محذرا من أن لبنان ينهار والدولة عاجزة. وقال الحسيني في تصريحات لـ«عكاظ» إن طهران تحسب حساباتها الخاصة بانتظار تبدل الإدارة الأمريكية لمعرفة إمكانية إحياء الاتفاق النووي على أي شروط، مضيفا أن الحزب سيبقى هادئا، وليست وعود نصرالله بالانتقام من إسرائيل لمقتل أحد عناصره في سورية سوى «كلام إنشائي» لن يجد طريقه للتنفيذ إلا عندما ترغب إيران في إشعال الحرب. ولفت إلى أن حزب الله لجأ لطمأنة جمهوره الخائف بسلسلة تقارير إعلامية تؤكد ما قاله نصرالله بأنه كان يراقب الإسرائيليين كيف يتدربون على الحرب القادمة، كما يراقب حجم وميدان الحرب، خصوصا شمولها جبهتي لبنان وسورية. وأن الحزب بدوره استنفر للمواجهة إذا فرضها الإسرائيلي، وأن لن يذهب إلى حرب شاملة، إذ أبلغ الإسرائيليين عبر الفرنسيين أن رده سيكون عملا محدودا لا يهدف لإشعال حرب.

وقال الحسيني إن حزب الله يزعم أن الجبهة الداخلية اللبنانية أقوى من نظيرتها الإسرائيلية، ويكرر أن بيئة الحزب متماسكة رغم الحصار المالي والاقتصادي الذي يخنق لبنان، لأن موارد الحزب مستقلة عن الدولة والمصارف، وكما يتم نقل الأسلحة، يتم نقل الأموال. وأضاف أن الحزب عمل سياسيا على خطين لإبقاء «الستاتيكو» الحالي، فدفع لبنان لتجميد مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل شهرين بانتظار تبيان حقيقة المشهد الإقليمي الدولي بعد تسلم جو بادين الرئاسة، وعطل تشكيل الحكومة الجديدة، والوضع القائم يناسبه لأن رئيس الجمهورية موال له، والحكومة القائمة حاليا أيضا، والرئيس المكلف سعد الحريري سيبقى ضعيفا وتحت السيطرة من دون حكومة.


وفند الأمين العام مزاعم حزب الله، مؤكدا أن تطميناته تكذبها الوقائع، فالوضع داخليا خطير للغاية، والدولة منهارة وعاجزة، والفلتان على كل المستويات سيد الموقف، والإفلاس المالي صار واقعا ينذر بالأسوأ في الأسابيع القليلة القادمة، فلا يكاد اللبنانيون يجدون قوت يومهم، فكيف لو وقعت الحرب وتعطلت المرافق العامة والخدمات، وركة استيراد البضائع والسلع، وقبع المواطنون في منازلهم دون عمل.

وكشف أن التقديرات تشير إلى أن لبنان ذاهب لمجاعة من دون حرب، فكيف لو حصلت هذه الحرب، لافتا إلى أن حزب الله استبق هذا السيناريو بإرساء ما يسمى «الاقتصاد المقاوم»، وتشكلت لديه شبكة مالية – تجارية – أمنية - عسكرية مستقلة عن الدولة، وسيكون قادرا على إنفاق الأموال على بيئته الخاصة لتأمين صمودها، لكن ماذا عن باقي لبنان؟.

واعتبر أن حزب الله يعتبر أن هذه فرصة للانقضاض على ما تبقى من الدولة، وهو وضع خططا للسيطرة الكاملة عليها، فهو يترقب تدهورا خطيرا في الأوضاع الأمنية الداخلية نتيجة إفقار وتجويع اللبنانيين في المرحلة التي ستمتد حتى شباط 2021، ومن هذه الخطط خطة أمنية محكمة للسيطرة على مناطق نفوذه وتحصينها في مواجهة أي اختراقات، وفرض سيطرته على كامل لبنان.

وخلص الحسيني إلى أن «حزب الله» خائف للغاية من احتمال تعرضه لضربة مفاجئة، وهو يحاول طمأنة جمهوره لتأمين هذه البيئة معيشيا، لكن نقطة الضعف الكبيرة التي لا يستطيع مواجهتها لأنه لا يعرفها، هي حجم الضربات النارية التي سيتلقاها ومعه كل لبنان من البر والبحر والجو، وهل سيكون بإمكانه الصمود.. وأكد أن الحزب يجهل كيف ستكون ردة فعل اللبنانيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، وهل ستصمت القوى السياسية عن هذا السيناريو الكارثي، خصوصا أن الكثير منها تسلح واستعد للدفاع عن مناطق نفوذه، ما يضع لبنان تحت خطرين: الحرب الإقليمية والحرب الأهلية.