-A +A
«عكاظ» (إسطنبول) okaz_online@
ظن بشار الأسد أن غبار المعركة مع ابن خاله رجل المال الأول في سورية رامي مخلوف، الذي خرج من لعبة المال بتصفية هي الأقسى في تاريخ البلاد، قد انجلى، بل اعتقد أن الصفقة التي أخرج من خلالها إيهاب مخلوف إلى واجهة الساحة المالية تفي بالغرض وتبقي آل مخلوف في الواجهة الاقتصادية.

لكن خطة الأسد في اللعب على وتر البقاء على آل مخلوف في الصدارة العلوية المالية وتقوية نفوذ إيهاب شقيق رامي أيضا لم تحظ بقبول رامي الذي ما زال يهدد من وراء صفحات التواصل الاجتماعي بنشر كمية أكبر من الغسيل القذر على مبدأ «علي وعلى أعدائي».


اليوم (الإثنين)، ظهر رامي في «بوست» جديد على صفحته في «فيسبوك»، يلوح بفتح ملفات أمراء الحرب الذين استغلوا سورية على مدار 9 سنوات وجمعوا أموال الحرب لتكون هناك طبقة جديدة اقتصادية وهي طبقة أثرياء الحرب.

في حديث مخلوف، ثمة صفحة سوداء في سورية يكتبها بشار الأسد وكل من يحيط به من رجال أعمال وأمراء حرب، وقد وصف ما يجري على المستوى الاقتصادي بأنه «أكبر عملية نصب في الشرق الأوسط بغطاء أمني لصالح أثرياء الحرب الذين لم يكتفوا بتفقير البلاد بل التفتوا إلى نهب المؤسسات الإنسانية ومشاريعها من خلال بيع أصولها وتركها بلا مشاريع ولا دخل لتفقير الفقير ومنعه من إيجاد منفذ للاستمرار».

وكشف مخلوف للمرة الأولى أنه ما زال مستمرا في محاولات إعادة أموال بعض الشركات التي كانت تحت إدارته وعلى رأسها شركة الاتصالات «سيريتل» وبعض الشركات الأخرى، تحت شعار إعادة حقوق الفقراء، في إشارة إلى كل المتضررين من مصادرة أموال شركاته.

وتوعد رامي بنشر الكتاب الذي أرسله إلى الحكومة السورية لإعادة حقوق شركات -على حد قوله- على أن هذا الكتاب ليس الأول من نوعه الذي لا يجد طريقا إلى المتنفذين في الحكومة من أجل الرد، كل ما أرسله مخلوف وجد طريقه إلى مزابل الجهات الأمنية والاقتصادية، لذا لم يجد طريقة سوى المخاطبة عبر «فيسبوك».

وعلى ما يبدو ليس واردا أن يبلع رامي لسانه ويصمت حتى بعد إعادة الاعتبار لأخيه إيهاب، ذلك أن حجم الأموال التي صادرها الأسد يفوق كل التصورات، إذ من غير المعلوم حجمها، إلا أن التقديرات الأولية تشير إلى 40 مليار دولار، ناهيك عن الأموال في الخارج.

ومن المحتمل أن يفجر رامي مفاجأة جديدة في حال استمر النظام السوري بتجاهل كل رسائله، على أن انفجار هذا الصراع المالي سيبقى، حسب مراقبين، في الدائرة العلوية، وستكون هذه الطائفة الخاسر الأكبر بسبب التوازن في الولاءات بين آل الأسد وآل مخلوف.