ماكرون متجولا في شوارع بيروت وملتقيا الأهالي
ماكرون متجولا في شوارع بيروت وملتقيا الأهالي
-A +A
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

لاتزال الأزمة التي أحدثها انفجار مرفأ بيروت، تلقي بظلالها على المشهد السياسي اللبناني، وحتى على المستوى الشعبي، إذ أشعلت حالة من الغضب على الطبقة السياسية الحاكمة، مطالبة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، عطفا على محاسبة المتسببين بالكارثة، إلا أن هناك مطالبات أخرى برزت على السطح تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان.

مشهد الحشود التي رافقت ماكرون في شوارع بيروت، عكست رسالة منه للساسة بأنه قادم لملامسة هموم اللبنانيين وسيقف دعما للشعب المتضور للسلام بعيدا عن الصراعات الحزبية والسياسية، فما إن لوح بيده لهم إلا وتعالت الصيحات والهتافات ترحيبا به، ولسانهم يهتف «ثورة ثورة»، وهذه اللفتة وضعت ألف سؤال حول مطالبات اللبنانيين، والتي واكبها تصريح ماكرون بأنه لا يمكن إجراء إصلاحات في البلد طالما هناك فساد.

وإزاء ذلك، نشر موقع «BBC» تقريرا يفيد بتوقيع أكثر من 36 ألف شخص حتى الآن على عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي للبنان للسنوات العشر القادمة، تزامنا مع زيارة ماكرون، إذ أثارت العريضة حالة من الانقسام والجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من اللبنانيين، ففيما استنكر بعضهم المطالبات بعودة الاحتلال واصفا إياها بأنها خيانة للوطن، رأى البعض الآخر أن لبنان «لم يكن بلداً مستقلاً في أي وقت من الأوقات»، مجادلا بأن ذلك قد يكون حلاً للمشهد المعقد الذي تعيشه البلاد في ظل حالة انعدام الثقة في الطبقة السياسية الحاكمة.

ويضيف موقع «BBC» أن لبنان يشهد منذ عدة أشهر، أزمة اقتصادية طاحنة، أثارت احتجاجات شعبية، وتزايدت حدة الأزمة بعد مشاهد الهلع والدمار في بيروت التي أُعلنت «مدينة منكوبة» جراء الانفجار الهائل في مرفأ العاصمة الناجم عن 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم كانت مخزنة في المرفأ.

يذكر أن لبنان وُضع في أعقاب الحرب العالمية الأولى، تحت الانتداب الفرنسي عام 1920، قبل أن يعلن استقلاله، عام 1943، بعد توقيع الميثاق الوطني اللبناني، فيما يحتفل لبنان بعيد الجلاء، في الـ17 من أبريل، وهو ذكرى انسحاب آخر جندي فرنسي من لبنان عام 1946، فمتي سيحتفل اللبنانيون بعيد آخر للجلاء.. والمقصد هنا جلاء آخر فاسد من حكومتهم؟.