-A +A
مريم الصغير (الرياض) Maryam9902@

جاء إعلان المملكة عن الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الفلسطينيين في غزة تتويجًا للجهود والاتصالات الحثيثة التي قام بها ولي العهد مُنذ بداية الأزمة مع كافة رؤساء الدول الفاعلة؛ ومن خلال تقديم مركز الملك سلمان للإغاثة حملة التبرعات الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، إذ ستُدحض بذلك كافة أصوات المزايدين ممن يقتاتون بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية والتهجم على المملكة حكومةً وشعبًا.

وأكد المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي اللواء الدكتور محمد الحربي لـ«عكاظ» أن المملكة هي الأسرع استجابة للعملية الإغاثية والإنسانية على مستوى العالم وفقا لمنظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ‏(الأوتشا)، حيث بلغ حجم مساعدات 160 دولة عبر مركز الملك سلمان نحو 100 مليار دولار خلال العقود الماضية بمشاريع تنموية وإغاثية بلغت 2587 مشروعا.

وقال الحربي: «إن توجيه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بإطلاق هذه الحملة الشعبية في المملكة لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو استمرار وامتداد لمواقف المملكة في إغاثة الفلسطينيين خصوصا أنها تأتي في مرحلة صعبة للغاية».

وأضاف: «عملت المملكة على المسارات الإغاثية والدينية والإخلاقية والإنسانية، متزامنة مع المواقف السياسية والاجتماعية والقانونية وهو ما نراه في بيانات المملكة المتتالية عبر وزارة الخارجية واتصالات ولي العهد بعدد من القادة والأقطاب والمحاور عبر العالم».

وأشار الحربي إلى أن هذه الحملة تمثل سوى رمزية للمملكة ومبادراتها المتتالية، ونحن نعرف أن القضية الفلسطينية محورية مركزية بالنسبة للسعودية ومعروفة مواقف المملكة الواضحة والصريحة.

وقال: «حجم الدعم للأشقاء في فلسطين منذ تقريبا عقدين أو أكثر 5 مليارات دولار، وهذه المشاريع عبر منصة الملك سلمان للإغاثة والإعمال الإنسانية، نعرف أن المملكة الداعم الأول للفلسطينيين على مستوى العالم، فتأتي هذه المشاركة مابين القيادة والشعب والشركات والرموز في البلاد كحملة تضامنية بدأها خادم الحرمين الشريفين بـ 30 مليون ريال، وولي العهد بـ 20 مليون ريال».

وأوضح الحربي أن الحملة ستستمر والمستهدف المتوقع أكثر من 200 إلى 300 مليار ريال، ومازالت المملكة تلعب دورا محوريا في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني عبر التاريخ منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وجميع الملوك البررة من بعده كانت القضية وما تزال في وجدان القيادة السعودية.

وزاد: «سبق تسمية للمملكة لعدة قمم عربية باسم قمم القدس، كالقمة العربية التاسعة والعشرين في الظهران، وقمة مكة، كونها رسالة توجه للعالم بأكمله من المملكة وشعبها العظيم بأن هذه القضية موقفنا منها ثابت وراسخ عبر التاريخ».

وبين الحربي أنه لا يمكن المساومة عليها ونعرف أن السعودية هي مهتمة بمشاريع على مستوى العالم في أكثر من 90 دولة فمابالك بالقضية الفلسطينية وشعب غزة الذي مر بأزمة عظيمة، فوقفات السعودية تاريخية عظيمة في نصرة الحق للشعب الفلسطيني على مدار سنين عديدة ومحاولة تضميد الجراح وإعمار الأرض وتعزيز الصمود.

وذهب الحربي في حديثه إلى أن حرب 48 العدوان الثلاثي 1956 وحرب 1967 حرب الاستنزاف حرب أكتوبر فقد كان للمملكة وقفات تاريخية واضحة بمبادرات سياسية مباشرة فنحن نتكلم عن 8 عقود المملكة رمت بكامل ثقلها السياسي والاجتماعي والديني والثقافي وقدمت للشعب الفلسطيني المبادرات والمساعدات والدعم والإسناد سواء على المستويات العسكرية والاقتصادية والأمنية.

وذكر أن السعودية بادرت في 2002 بمبادرة بيروت للسلام على الحدود 1967 القدس الشرقية عاصمة لها، وأخيرا حزمها تعيين المملكة لسفير فوق العادة لدى فلسطين «قنصل عام» في مدينة القدس، فالوقفات السعودية الصادقة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيتهم المحورية تترجمها الأفعال وليس الأقوال، بعيدا عن الشعارات الزائفة والمزايدات الرخيصة.