-A +A
نجحت السعودية وحليفتها الولايات المتحدة في الجمع بين ممثلي طرفي الحرب الدائرة في السودان منذ 15 أبريل الماضي، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في محادثات استضافتها مدينة جدة. ولا يزال سابقاً لأوانه التكهن بالمدة التي ستستغرقها المحادثات. لكن الأمل كبير جداً أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق يتيح وقفاً دائماً لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية للمدنيين، الذين يعانون من جحيم المعارك الدائرة وسط أحياء مدن العاصمة المثلثة ومدن أخرى، خصوصاً في كردفان ودارفور، والحفاظ على البنية الأساسية المتمثلة في المرافق الصحية الحيوية لخدمة السودانيين. وتمثل المبادرة السعودية الأمريكية من أجل السودان أول جهد دبلوماسي تجاوز محطة الإعراب عن القلق، ومناشدة طرفي القتال التوقف عنه؛ بل هو أول جهد حقيقي يرى النور، في الطريق إلى حل يعيد السلام للسودان، ويفتح أبواب العودة إلى المفاوضات بين المكوِّنين العسكري والمدني في شأن استئناف المسار المدني للحكم. وهي مفاوضات تجد قدراً كبيراً من التسهيلات من هيئات دولية وإقليمية عدة، تشارك فيها السعودية بشكل فاعل وملموس، منذ أكتوبر 2021. إن السودان دولة عريقة ترتبط بعلاقات وثيقة مع السعودية منذ وقت بعيد، ويتبادل شعبا البلدين الاحترام والمحبة على مر الأزمان. ولذلك لم يكن مستغرباً أن تضع القيادة السعودية حل أزمة السودان في صدارة أولوياتها الدبلوماسية.