-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
تعد العلاقات بين المملكة والصين نموذجاً ناجحاً للعلاقات الثنائية الدولية، خصوصا أنها امتدت لأكثر من 9 عقود، ما انعكس إيجاباً على تعزيز التعاون بين الرياض وبكين، كما ساهمت زيارات المسؤولين المتبادلة في البلدين خلال السنوات الماضية، إلى دفع المزيد من العلاقات الدبلوماسية السعودية الصينية المتميزة إلى الأمام، وأصبحت الصين الوجهة الأولى لصادرات المملكة البترولية.

وبحسب دبلوماسيين مصريين، فإن المملكة والصين ترغبان في توسيع نطاق علاقات التعاون بينهما، خصوصاً في مجالات الاستثمار وإمدادات الطاقة والتكنولوجيا، وزيادة حجم التجارة الثنائية، لجعل التعاون بين البلدين هو النموذج الأمثل بين دول العالم، فالصين تعد واحدة من أقوى اقتصاديات العالم، وتوقعات بأن تصبح الأكبر عالمياً، كما تعد الصين الشريك التجاري الأول للسعودية، وبالتالي جاءت أهمية زيارة رئيس الصين جين بينغ، لإيمان الرياض بأن بكين تمتلك اقتصاداً عملاقاً، في ظل رؤية المملكة لـ2030، وتبرز أهمية الزيارة لرغبة قادة البلدين في تقوية الشراكة اقتصادياً وسياسياً.


وقال وزير الخارجية المصري السابق السفير محمد العرابي، إن زيارة رئيس الصين للمملكة تعد زيارة ناجحة ومهمة في نفس الوقت، فالعلاقات الثنائية بين دول الخليج بصفة عامة، وبين المملكة بصفة خاصة تمتاز بالمتانة والقوة، مؤكداً أن «التنين الصيني» يتمتع بعلاقات مع المملكة تمتاز بالعمق، وهو ما يعكس التناغم والتوافق في كثير من الرؤى، وتعظيم العائد الاقتصادي والاستثماري، نظراً للإمكانيات والقدرات الضخمة التي يملكها الطرفان، مشيراً إلى الأهمية السياسية والإستراتيجية التي تتمتع بها المملكة، لوجودها في منطقة حساسة من العالم.

وأضاف العرابي يوجد العديد من الأهداف المشتركة بين الرياض وبكين، التي تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار، إضافة إلى توافق بينهما في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وترسيخ الأمن والاستقرار، والتمسك بمبادئ الاحترام المتبادل، والتعاون والتفاهم المشترك في ظل التطورات الحالية للأوضاع الدولية.

وأوضح مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسين هريدي لـ«عكاظ» أن العلاقات السعودية الصينية امتازت خلال عقود من الزمن بالدفء التام والتفاهم المشترك، إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، كما أن العلاقات بينهما كانت وما زالت دافعاً كبيراً لتطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة بين البلدين، بما يحقق تطلعات وطموحات القيادتين والشعبين المبنية على أسس من الصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن الرياض بالقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تسير إلى الاتجاه في تنويع الشركاء، في ظل تحقيق رؤيتها الاقتصادية المهمة لـ٢٠٣٠، مشدداً لـ«عكاظ» على أن العلاقة المميزة والفريدة بين قيادة البلدين فتحت مجالات جديدة من الشراكة في مجالات عدة، فالمملكة تعد الأولى المصدرة للنفط للصين، والأخيرة أكبر مصدر للسلع الاستهلاكية، وكلاهما أكبر شريك تجاري على مدى عقد من الزمان.

ولفت مساعد وزير الخارجية السابق السفير جمال بيومي إلى أن الدبلوماسية السعودية والصينية بينهما الكثير من التوافق، خصوصاً في القضايا الإقليمية التي تهم دول المنطقة، كما أن الصين ترتبط بعلاقات قوية مع الدول العربية، ولها مساعٍ في حلحلة الأزمات والقضايا التي تواجهها دول المنطقة، كما أن بكين تؤكد مبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل القضايا بالطرق السلمية، وفقاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وترفض كل أشكال التطرف والإرهاب، والقيام بأعمال من شأنها تأجيج الوحدة الوطنية، وتعزيز السلم والأمن الدوليين، وهو أمر يتفق مع المصلحة المشتركة لدول المنطقة وشعوبها، كما تشيد المملكة دائماً بالجهود التي تبذلها الصين في رعاية الجالية العربية على أراضيها، متوقعاً نتائج كبيرة ومتعددة لزيارة رئيس الصين للمملكة، سواء على المستوى الثنائي بين البلدين في توقيع العشرات من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية، نتيجة الوفد الكبير المصاحب للرئيس الصيني، وأيضاً نتائج إيجابية متعددة على مستوى القمة الخليجية الصينية، أو على مستوى القمة العربية الصينية.