-A +A
فيما تضرب التظاهرات معظم المدن الإيرانية؛ احتجاجاً على تفشي الفساد والبطالة والغلاء، بدا مرشد النظام علي خامنئي في خطابه الأخير مهزوماً على وقع هتافات مدوية تطالب برحيله.

مرشد الملالي تناول، للمرة الأولى وبطريقة غير معهودة، مسائل وقضايا داخلية دأبت حكومات النظام المتعاقبة على مدى سنوات على انتهاج سياسة الابتعاد عن ذكرها وتجاوزها، إلا أن الشواهد على أرض الواقع أعادتها إلى واجهة الأحداث بعد تمدد رقعة السخط الشعبي والاحتجاجات المزلزلة؛ نتيجة سياسات نظام طهران التي فاقمت معدلات الفقر والبطالة في صفوف الإيرانيين.


خامنئي الذي ربط الاحتجاجات بمن وصفهم بـ«الأعداء» حاول الهروب إلى الأمام، لكنه بدا متناقضاً ومرتبكاً عندما وجّه اتهاماته إلى «الخونة» داخل مؤسسات الدولة على وقع الاغتيالات الكثيرة لقيادات في الحرس الثوري.

اعترافات المرشد الإيراني في خطاب الهزيمة، ظهرت وكأنه يتجرع السم، إذ إنها تضمنت إقراراً بهشاشة واختراق بنية النظام الأمنية أكثر من مرة في فترات متقاربة، فإذ أضفنا إلى كل ذلك فشل مفاوضات فيينا في التوصل إلى صفقة نووية جديدة، وحسم واشنطن لمسألة عدم رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، عندها ندرك أن نظام المرشد بات محاصراً من كل الاتجاهات، وأن خياراته أضحت محدودة إن لم تكن «صفرية» بامتياز.. فهل حانت ساعة الخلاص؟