-A +A
لم تمض سوى أيام منذ أن حزم اليمنيون أمرهم على تكوين مجلس القيادة الرئاسي؛ بعد مشاورات موسعة خلت من التدخلات، تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، حتى بدأت تتجلى منافع هذا الإجراء وفوائده. فقد استعاد الريال اليمني قدراً من عافيته تجاه العملات الأجنبية، مستفيداً من الدعم الذي أعلنته السعودية والإمارات بـ3 مليارات من الدولارات. واتسع نطاق التأييد في الشارع اليمني للترتيبات القيادية الجديدة؛ باعتبارها ممثلة لجميع ألوان الطيف السياسي والمجتمعي في اليمن، إلا الفئة التي ارتضت عزل نفسها، وهي مليشيا الحوثي. ولذلك لم يكن مستغرباً أن ينكص الحوثي عن تعهده بالتزام بنود الهدنة الأممية، ويشرع في انتهاكها في جميع جبهات القتال، تحت دعاوى واهية. وهي انتهاكات لن توقف قطار السلام، والحل السياسي. ولن تمنع توصل اليمنيين إلى اتفاق شامل وجامع بشأن إعادة البناء، وتحديد الشكل المقبل للدولة اليمنية بعد استعادتها من الجهة التي اختطفتها بتحريض ودعم من إيران. وعلى الحوثي أن يتنبه إلى أن الوفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماعات الرياض اليمنية-اليمنية جمع كل اليمنيين على صعيد واحد. وإذا قرر مواصلة إقصاء نفسه عن الإرادة اليمنية الجامعة، فسيواجه عواقب ذلك بوحدة يمنية قوية، وتأييد دولي أكثر قوة. فمهما كان شأن الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي، فلن تستطيع أية قوة أن تتحدى إرادة الشعب اليمني الطامحة إلى وقف الحرب، ونزع فتيل التوتر، وإقامة علاقات خارجية متوازنة تخدم مصلحة اليمن وشعبه.